الأحساء - محمد النجادي:
عبَّر عدد من المسؤولين في محافظة الأحساء عن حزنهم الشديد في مصابهم الجلل بفقد قائد الأمة الإسلامية الملك عبد الله. بن عبد العزيزآل سعود - رحمه الله - مؤكدين أنه القائد العظيم على مستوى العالم في وقتنا الراهن، نظير حكمته وحنكته السياسية على جميع المستويات، ولما قدمه لخدمة الإسلام والمسلمين. ولعل ما تشهده جميع المملكة من مشاريع تطويرية وإنجازات في الداخل والخارج خير دليل على ذلك، كان - رحمه الله - ملك النهضة السعودية، إلى جانب دوره القيادي ومآثره الجليلة - رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته- ومبايعين في الوقت نفسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيزآل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود - حفظهم الله - على السمع والولاء والطاعة في المنشط والمكره.
حيث عبَّر معالي مدير جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز بن جمال الدين الساعاتي في نعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومبايعة الملك سلمان وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، فقال:
العالم يفقد قائداً استثنائياً
تودع ببالغ الحزن والأسى بلادنا الطاهرة قيادة وشعباً، والأمتان العربية والإسلامية، والعالم بأسره الملك الإنسان والشخصية الاستثنائية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله تعالى- إنه رحيل موجع لقائد ملهم، سكن قلوب شعبه ملكاً حبيباً، وأورقت أعوام عهده بالخير والمنجزات، وستذكره الأجيال قائداً حكيماً أخذ العهد على نفسه ليقود بلاده وشعبه إلى آفاق من التطور والازدهار، متمسكاً بعقيدته، ثابتاً على دينه وقيمه. لقد بلغ الوطن بقيادته السديدة وبحنكته وحكمته - رحمه الله تعالى- آفاقًا مشهودة في مجالات تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً، وأصبح للوطن حضور فاعل في المحافل الدولية، وفي صناعة القرار العالمي، كما حافظت المملكة بقيادته على الثوابت الإسلامية، فاستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وشكلت نهضتها الحضارية، ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية. لقد اتسم عهده - رحمه الله تعالى- بسمات حضارية رائدة وبخاصة في مجال التعليم العام والعالي، وجسدت مواقفه الخالدة ما اتصف به من صفات إنسانية راقية، أبرزها شعوره النبيل بهموم أبنائه وإخوانه المواطنين، وتفانيه في خدمة دينه وأمته في كل شأن وفي كل بقعة داخل الوطن وخارجه. فأسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه عن دينه ووطنه وشعبه خير الجزاء. وإذا كان المصاب عظيماً، والأسى بالغاً فعزاؤنا في ذلك مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله تعالى- سائلاً المولى الكريم أن يمدهما بعونه وتوفيقه وتأييده، وأن يديم على هذا الوطن العزيز إيمانه، ولحمته، وأمنه، ورخاءه، إنه سميع مجيب.
فيما تحدث مدير عام التربية والتعليم بالأحساء أ. أحمد بن محمد بالغنيم:
(رحيل قائد ... أبهر العالم بمبادراته)
فقال: الحمد لله على قضائه وقدره، رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، لقد فقدت الأمة أحد زعمائها العظماء وركناً ركيناً، ورمزاً من رموز القادة على مستوى العالم. حبا الله تعالى هذه البلاد المباركة قادة حملوا راية التوحيد وسطّروا بأعمالهم ملاحم من العمل الدؤوب، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – ممن استحق أن تتسابق الأقلام ممزوجة بالاعتزاز والفخر أن تحكي عطاءاته في بناء وطن مبهر في تلاحمه وريادته وقيادته نحو الصدارة العالمية، وفق رؤية عصرية متمسكة بالثوابت الدينية، ومعتمدة على الإنسان السعودي بوصفه قيمة كبرى وشريكاً في البناء والتغيير. وكانت حياته ملحمة فريدة تبنى خلالها إصدار منظومة من القرارات الحكيمة التي عززت قيمة المواطن في المجالات المختلفة، وأكدت على الشعور بشعور الجسد الواحد، وأسهمت في بناء أنظمة إدارية فاعلة، ورسّخت الأداء المؤسسي، ويقف وراء ذلك كله إخلاص وتفان عجيب وحب ملك لشعبه، فبارك الله له في عمله، كسب القلوب، وعاش الجميع مع قائد فذ نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وأمته وجعل همه رؤية الإنسان السعودي أنموذجاً في معيشته وتعامله وفكره. ولم يكن في معزل عن الأحداث بل كان قائداً مؤثراً في قيادة العالم نحو السلام والاستقرار، ومشاركاً في رأب الصدع مما يبرهن إنسانيته والاحترام الدولي الذي حظي به.
لقد اهتم -رحمه الله- بالتطوير والتنمية في مختلف الميادين ومنها العناية بالحرمين الشريفين، حيث شهد أكبر توسعة، كما تبنى مبادرة تطوير القضاء. وأدرك - رحمه الله - الدور المحوري للتعليم في التحول نحو العالم الأول، ودعم المساعي الحثيثة للوصول إلى التنافسية العالمية، فشهد قطاع التعليم توسعاً كمياً ونوعياً حيث تضاعف عدد الجامعات وشهد التعليم في عهده حراكاً نوعياً وثراء فكرياً ودعماً مالياً منقطع النظير. وما مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام إلا تجسيد لحرصه على الانتقال بالأنظمة التعليمية والممارسات من التقليدية إلى النوعية بكل أبعاده، من خلال تبني عدد من المبادرات الداعمة لتحسين مستوى الطلاب والطالبات، وتجويد التعليم، ومواكبة متغيرات العصر ومتطلبات التحول نحو مجتمع المعرفة. وأصالة عن نفسي ونيابة عن أسرة الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الأحساء أتقدم للقيادة الرشيدة والشعب السعودي والأمتين الإسلامية والعربية بأحر التعازي في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
فيما تحدث الشيخ أحمد بن إبراهيم السيد الهاشم مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بالأحساء. فقال: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، رحم الله فقيدنا الغالي فقيد الأمتين وخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية الذي كان يحمل هموم شعبه وشعوب المسلمين وقضاياهم، ساعياً بكل جهده إلى الإصلاح والوئام، منادياً ومؤكداً في كل محفل ومجلس ومنتدى بجمع الكلمة ووحدة الصف واتحاد القادة والشعوب، حريصاً على شعبه ورقيه ونماءه، يشهد له الحرمان الشريفان وما حظيا به من حسن رعاية وأضخم توسعة وكرم وفادة وجميل خدمة جعلها الله في ميزان حسناته، وتشهد له المراكز الإسلامية والملتقيات الفكرية والحوارية والمنتديات العلمية، وتشهد له المشاريع الكبيرة التنموية التى حظيت بها جميع مناطق ومحافظات ومراكز مملكتنا المحروسة، وإننا مهما ذكرنا وعددّنا لمحاسنه ومواقفه المشرفة لن نستطيع إحصاءها ووصفها. فلا نملك إلاّ أن نرفع أكف الضراعة للمولى تبارك وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويشمله بجميل عفوه ومغفرته ويسكنه الفردوس الأعلى من جنته. ويحسن عزاءنا جميعاً في خليفته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ونهنئ الجميع بمبايعتهما على السمع والطاعة والمنشط والمكره، ونحمد الله على هذا الانتقال المبارك الموفق للحكم في هذه البلاد، وهذه من عاجل البشرى بالخير إن شاء الله تعالى. أسأل الله بمنه وكرمه أن يبارك فيهما ويعينهما ويوفقهما على أداء الأمانة ويمد في أعمارهما ويمتعهما بفائق الصحة والعافية ويعز بهما دينه ويعلي كلمته ويجعلهما ذخراً لهذه البلاد والإسلام والمسلمين وأن يحفظهم ويحفظنا ويحفظ لنا ديننا وبلادنا وأمننا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين.
ملك المواقف والمبادرات
فيما عبر مدير عام جمعية البر بالأحساء معاذ بن إبراهيم الجعفري: لقد فقد الوطن والأمة العربية والإسلامية والعالم بأسره ملك المواقف والمبادرات، ملكاً غرس حبه في قلوب شعبه وشعوب الأمة العربية والإسلامية، فقد كان الملك الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله تعالى - نموذجاً فريداً للقائد الوالد، كان يعامل أفراد شعبه وكأنهم أبناءه، حرص أن يقود التغيير وأن يدفع الوطن لكي يتحول من مجتمع مستهلك للمعرفة إلى وطن منتج ومصدر لها، ولذا اهتم بالتعليم وبالموهوبين وحرص على رعايتهم، لأنه علم أن رقي الأمم لا يكون إلا من خلال اهتمامها بالعلم، حيث اهتم -رحمه الله- بأدق تفاصيل الحياة لأبنائه المواطنين ولذا كان الدعم غير محدود في عهده لكافة الجهات الخدمية، وحمل الأمانة، ومن خلال وصاياه المباركة لوزرائه بالاهتمام بالمواطنين بعد وصيته لهم بتقوى الله, فقد كان قريباً من شعبه، نزل إلى الأسواق وداعب الأطفال والكبار، زار الفقراء وتلمس احتياجاتهم، حرص على دعم وزارة الشؤون الاجتماعية لسد حاجات الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والمعاقين. ولذا فإن ما شاهدناه من حزن عميق سكن قلوب محبيه من مواطنين في هذا البلد المبارك ليس بمستغرب، فلقد فقدنا شخصية كانت قريبة من الجميع وسكنت قلوب الجميع. رحم الله القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف، وأن يرزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على خدمة البلاد والعباد، ونبايعهم على السمع والطاعة، ونحمد الله على نعمة الأمن والأمان، ونسأل الله القدير أن يديم علينا نعمه الكثيرة.