قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}، هكذا كان حال الناس في المملكة العربية السعودية بفقد زعيمهم وزعيم الأمة الإسلامية والعربية الملك عبدالله بن عبدالعزيز الساعة الواحدة صباح يوم الجمعة، وقد جاء في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمرو؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر».
لم تكن واقعة الموت سهلة على الملك سلمان بن عبدالعزيز فخلال عقد من الزمان فقد أشقاءه فهد وسلطان ونايف ومؤخراً فقد الملك عبدالله، ولكن الايمان بالله وبالقضاء خيره وشره خفف من هول الفاجعة وعلا صوت الحكمة والعقل لمواجهة الموقف، لذا سابق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الزمن وألجم الأفواه والمرجفين بعد سويعات من الإعلان عن موت الفقيد بكلمته التي ألقاها حيث أعلن عن فلسفته في حكمه للبلاد بقوله: (سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - وعلى أيدي أبنائه من بعده - رحمهم الله - ولن نحيد عنه أبدا، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم).
ثم اتبع ذلك بأوامر ملكية ليوطد دعائم الحكم فاتحاً نافذة جديدة لأحفاد المؤسس، وتم تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا لعهده الابن الـ35 للمؤسس بناءً على البند (ثانياً) من الأمر الملكي رقم أ-86 وتاريخ 26-5-1435هـ الذي نص بمبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا للعهد في حال خلو ولاية العهد.
واختيار الأمير محمد بن نايف وليًا لولي للعهد يعتبر إعلاناً من الحكيم سلمان بن عبدالعزيز عن قدوم الجيل الثاني من مؤسسة الحكم في السعودية وبهذا سيكون نائباً ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء مع الاحتفاظ بحقيبة وزارة الداخلية.
وبهذا الاختيار سيكون الأمير محمد بن نايف وفق الظروف الطبيعية ولياً للعهد في حالة وصول الأمير مقرن للحكم بعد عمر طويل -إن شاء الله- للملك الغالي سلمان بن عبد العزيز فإن الأمير محمد سيصبح مباشرة ولياً للعهد.
أما تعيين الأمير محمد بن سلمان وزيرًا للدفاع ورئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين، إنما هي ومضة صريحة من الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بأن المملكة العربية السعودية هي مملكة الشباب الذين يشكلون أكثر من سبعين في المئة من التعداد، حيث ستشهد المرحلة القادمة السرعه في الأداء بعيدا عن الروتين والبيروقراطية وإن بيت الحكم السعودي قادر على التلون والتطبع مع الظروف الراهنة التي تتسم بالسرعة بما يخدم الوطن والدين.
رحم الله عبدالله بن عبدالعزيز ووفق الله سلمان بن عبدالعزيز لما يحب ويرضى...