قال رومان بريجومكو الاستاذ بمعهد إبيرون للدراسات الأمنية ببولندا: «إن هناك أسبابا ودوافع وراء كل فعل من أفعال العنف، ولابد من دراستها لتقييمها ومنع حدوثها مرة أخرى للعيش في مجتمع أكثر أماناً وسلاماً، وتقليل شعور المواطنين بالخوف».
لم يعد العنف قصرا على منطقتنا، بل على الفرنسيين دراسة أسباب العنف وهم لا شكَّ فاعلون، والدليل أنهم استعادوا مقولات فولتير الشهيرة في الثقافة الفرنسية التي تمجد الأمة الفرنسية وقدرتها على احتواء كل الثقافات وتقبلها للرأي الآخر وتسامحها وتقديرها للإِنسان.
الذين يهددون فرنسا والأبرياء فيها بجريرة نشر واحد أو اثنين من الرسامين رسومات مسيئة عن رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلَّم -، هلّا تذكَّروا كيف هاجر سيد الخلق وترك أهله ووطنه ومصدر رزقه من أجل أن يحقن الدماء؛ من أجل ألا يعرّض حياة المسلمين للخطر. أين المسلمون اليوم من هذا اليوم؟
إن فرنسا التي يهدد بعض المتطرفين بالانتقام منها هي أكثر الدول الغربية تفهُّماً لقضايا العرب والمسلمين، لقد اختارها الحاقدون على المسلمين بعناية لضربنا في مقتل؛ لكي نخسر صوتاً مؤيداً ومتعاطفاً مع قضايانا، إن الحمقى من القاعديين والداعشيين والإخوانيين والنصيريين وحزب الله ومن سار على منهجهم ليمعنوا في كل عقد بالإساءة إلى الإسلام وتشويهه، ألا ساء ما يفعلون.
سيخسر ملايين الشباب العرب من المغرب العربي فرص عمل كانت فرنسا توفرها لهم، ستخسر الفتيات المسلمات فرصة أن يعشن في فرنسا وهن محجبات، سيكون لإسرائيل صوت أقوى في واجهات فرنسا السياسية بعد أن ظلت متوارية طوال السنوات الماضية.
الحمقى مازالوا يشوهون الدين باسم الحماسة للدين.