على مدار سبعين دقيقة - تقريبا -، خصص حسن نصرالله في خطبته - قبل أيام -، ست عشرة دقيقة عن دولة البحرين بلغة خطيرة، حين شبّه مشروع النظام البحريني بالمشروع الصهيوني من زاوية التجنيس، والتوطين في البحرين، اللذين يغيران الطبيعة السكانية للبلاد، مشيرًا إلى أن في البحرين اليوم: «إسرائيل ثانية»، وذلك بسبب اعتقال زعيم جمعية الوفاق الإسلامي المعارضة علي سلمان.
هذه اللغة العدائية تؤكد مرة أخرى، على أن حزب الله اللبناني لا يقل خطرا عن المنظمات الإرهابية في المنطقة، والتي باتت تهدد الأمن، والاستقرار، - خصوصا - وأن الحزب قد واجه في السنوات الأخيرة على أرض الواقع، صعوبة الموازنة بين الرسالة الأيديولوجية، التي يؤمن بها الحزب، وبين مصالح لبنان، واحتياجاته الوطنية.
لا يمكن فصل المؤامرة الإيرانية عن حراك المعارضة البحرينية؛ حتى وإن مضت - اليوم - في خطى أقل تأثيرا، بعد أن تلقى قادتها من الدرس ما يكفي. فالعلاقة بين الطرفين، لا يمكن أن تُدرج إلا في إطار الأهداف المعلنة للمشروع الفارسي في المنطقة، - لاسيما - وأن المعارضة ليست استثناء من القاعدة، فهي محكومة بأسرها الطائفي، وسوء أفعاله في البلاد، بل إنها تجذب من وجهة نظر أيديولوجية الثورة، ما يسحب تأييد المعارضة نحو طهران، عندما ناصرت فكرة الدور الذي أتى من الخارج، وتبنت نفس أفكاره، واعتنقت مبادئه بما يخدم أهداف، ومصالح السياسة الخارجية لإيران.
التناقض الحاد في مواقف حسن نصرالله الطائفية، من الاحتجاجات الشعبية في البحرين، والتي يدعمها بقوة، وفي سوريا، التي يصفها بالمؤامرة الدولية، تجعلنا نؤكد - أيضا - على إصابة هذا الرجل بانفصام في الشخصية، أو ما يُعبر عنه في مصطلح السياسة بـ»تشيزوفرينيا سياسية»؛ بسبب عدم قدرته على قراءة الواقع، وإصراره على تنفيذ مشروعه الباطني؛ عن طريق تغليب نزعة المصالح الفئوية على حساب الانتماء الوطني، ولا بأس - حينئذ - أن يكون من خلال رفع شعار حماية الكفاح الشرعي للمستضعفين ضد المستكبرين، في أي مكان في العالم.
في حالة حزب الله، فقد تعدى دوره إلى منظمة إرهابية، تحارب بالوكالة عن إيران «الأم» في الخطوط الأمامية، - سواء - كان ذلك في داخل لبنان، أو خارجه. والأخطر من ذلك، أن المنظمة سعت إلى نقل أنشطتها الإرهابية إلى الخارج؛ ولأن التاريخ السياسي، يؤكد حضورا واضحا لحزب الله في خندق الإرهاب - بكل مستوياته -، فإن تورطه في الحرب ضد الشعب السوري، - إضافة - إلى مشاغباته العبثية ضد الشعب البحريني، يتحركان في السياق نفسه، أي: سياق تجريم هذه المنظمة التي يتزعم عصابتها، وإدراجها في قائمة المنظمات الإرهابية.