لفتني تجربة الفصول الإلكترونية التي طرحت مؤخراً كمشروع للتغلب على نقص المعلمين في المدارس، ورفع مستوى التدريس لدى المعلمين، تنفذه شركة تطوير في عدد من المدارس على أن تقيم التجربة تربوياً وتقنياً، وهي تجربة في مجملها تعتبر رائدة في استغلالها للتقنية الجاذبة لهذا الجيل ولعلها تحل معوقات كثيرة ومرتبطة ببعضها أبرزها نقص المعلمين.
تحضرني في هذا السياق تجربة وقفت عليها بنفسي ونشرت عنها خبراً في جريدة الجزيرة بعنوان: مكتب الشمال يدشن مشروع الشبكة الداخلية في عددها (15168 في يوم الأربعاء 09 جمادى الآخرة 1435)، حينما دشنت مديرة مكتب التربية والتعليم الأستاذة عائشة عبدالله السعد مشروع الشبكة الداخلية المغلقة في الثانوية الخامسة والعشرين، وأشادت بفكرة المشروع واعتماده على التقنية الحديثة كونه يقدِّم حلولاً يعاني منها الميدان خاصة حين يعمد المكتب لرفع كفاءة المعلمات من خلال التدريب الأمر الذي قد يؤثِّر على خطة المنهج الذي تسير عليه المعلمات.
في الحفل استعرضت مديرة المدرسة الأستاذة فوزية الدباسي، المشروع ومراحل تنفيذه وآليته ونقاطه بالمدرسة، وأوضحت أهمية المشروع كونه تجربة يمكن الإفادة منها في معالجة نقص المعلمات في المدارس بسبب الغياب أو الالتحاق بالدورات التدريبية وكذا استغلال حصص الاحتياط بما يفيد وهو يحفظ أوقات الطالبات، ويمكن الإفادة منه في الدورات والمحاضرات التي يلقيها المحاضرون الرجال.
المبهج في ذلك أن الميدان وهو الفيصل في نجاح التجارب أو عدمها كونه الحاضن لها؛ منه أيضاً تنطلق تجارب ناجحة لأنها تنطلق من حاجة فعلية ويغطي صعوبة أو سلبية عانى منها، لذلك من المهم الإفادة من تجارب الميدان ودراستها حتى وإن كانت على نطاق ضيق فيمكن تطويرها بالإمكانيات المتاحة والخبراء الموجودين.
ولعل معرض الإسترتيجيات الحديثة في التدريس الذي أقيم العام الماضي وهو يحفل بالكثير من التجارب المبهرة خير دليل على ما نقول، لكن تبقى تجارب كثيرة مؤثّرة ومبهجة ويمكن الإفادة منها وتطويرها لكنها بعيدة عن الأضواء تنتظر من يظهرها.