ضبطت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كمية كبيرة من الخمور المستوردة، وهذا إنجاز من إنجازات الهيئة المتكررة، وليست هذه المقالة للإشادة بهذا الجهاز الذي يستحق بلا شك أكثر من إشادة، ولكن هذه المقالة التي أكتبها نيابة عن الصديق سلطان الفردان الذي نبهني إلى الخطأ المرتكب في عرض هذه الضبطية، حيث أبدعت الهيئة في تصفيف قوارير الخمور بشكل جذاب، يجعل من الناظر لهذا العرض يناله الإعجاب وربما التشوق لملامستها وخاصة من قِبل صغار السن والمراهقين، وهذه توعية إن كانت الهيئة قصدت بهذا العرض التوعية، فإنها تعتبر توعية عكسية.
من الأساليب الإعلانية والدعائية الأساسية تجميل القبيح وتقبيح الجميل في الحالة والحالة المضادة، وعندما يكون الهدف سامياً والمقصد نبيلاً، ولكنه يأتي بشكل معاكس فإنّ النتيجة بلا شك ستكون كارثية، وحتى وإن لم تكن آنية، ولكنها بلا شك ستكون متخمرة في ذاكرة هذا الإنسان وتنفجر في وقت ما.
في عرض الهيئة لمضبوطاتها من الخمور المستوردة ما يوحي بأهميتها ويمنحها هالة جمالية، يجب أن نعترف بخطئها، وأن الهيئة وقعت في خطأ دعائي من حيث أرادت عكسه تماماً.
من المعروف علمياً أنّ أثر الدعاية ليس شرطاً أن يكون آنياً، بل إنّ الدعاية التي تحقق نتائج على المدى الطويل هي الدعاية الناجحة، ولذا فلا غرابة أن تقرأ وتشاهد وتسمع لمنتجات سواء مادية أو فكرية ليست في مجتمعك أو سوقك، فقد تكون الخطة ذات إستراتيجية بعيدة المدى.
لذا فإنه من وجهة نظري ونظر الكثير ممن اطلعوا على هذا الخبر أنّ الهيئة جانبها الصواب في ما قامت به من تجميل لمضبوطاتها، والتي كان الأحرى بها أن تكون مركومة كأكوام القمامة مهانة، لا أن تكون كأحسن عرض يزينها شعار الهيئة.
والله المستعان.