سواء قامت طهران باتفاق مع الغرب وأمريكا برعاية روسيةٍ, أو استمرت بالتفاوض وحظيت بتمديد المهلة للتوصل لاتفاق لستة أشهرٍ قادمة كما حققت أخيراً, فهي ونظامها المراوغ إلى انكشاف، وستسقط ومعها حزب الله والحوثيون وطائفيو العراق وبشار وكل الطغاة لو توحدت مواقف العرب, واتفقوا سوياً بعد طول اختلاف على ردٍ حازم تجاه كل من يقف مع من كان يُسمى محور الشر «إيران» وما زال بنظري, طالما استمرت في سياسة تصدير الثورة، وتحريض الإخوة الشيعة العرب على دولهم ودعم الفاشية, والإسهام في إثارة القلاقل في دول الجوار, والتحريض على قلب أنظمة الحكم لدول خليجية تتميز باستقرارها وتواءم شعوبها مع نهج قياداتها. أما حزب الله اللبناني فقد بات آيلاً للانهيار بعد انكشاف أيديولوجيته الطائفية وتبعيته العمياء لإيران, والتي زجت به في أتون الصراع السوري متغافلاً عن «بروبوجاندا المقاومة» التي طالما رفعها كشعارٍ له, فيما بات مرهون اندحاره بزوالهم، وهما وإن طال الوقت إلى زوال، فالباطل وإن طال أمده إلا أن له نهاية....... لكن, هذا لا يعني أن نستكين ونسكت، فالمطلوب الآن وأكثر من أي وقتٍ مضى أن نعود كعرب لرشدنا ويكون لنا قوةً تقف في وجه كل معتد، وأن لا نتوقع من الغرب وأمريكا أكثر مما شاهدنا، فمصالحهم فوق صداقتهم معنا, وحربهم المزعومة وضرباتهم التي طالما هددوا بها لن تحدث, وخيارهم هو احتواء طهران أكثر من قصقصة أجنحتها.
سياسة الاحتواء تجاه البرنامج النووي الإيراني الذي يمارسه الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لا يمكن أن تجدي نفعاً مع نظامٍ قام أصلاً في الأساس على تصدير الفكر الثوري الطائفي لدول الجوار والعالم الإسلامي، وعمل من خلاله على نفث نار الفتنة, وجيش الأقليات العربية لتنقلب على دولها وشعوبها، وهي التي طالما عاشت معها بوئام دون مشكلات حقيقية تذكر. هو نظام لم يُعرف له إلا نكث العهود والمواثيق والابتسام في وجه مقابليه، فيما هو يمارس تقيا الباطل عليهم في الخفاء ويعمل على زعزعة استقرار دولهم.
إن صح ما قيل عن نية الولايات المتحدة كبادرة حسن نية من طرفها فك التجميد عن أموال أيران لديها، فسنرى في مقبل الأيام انتعاشاً سريعاً وارتفاعاً لقيمة العملة الإيرانية المتدهورة، ولن أستبعد إن حدث أن تقوم حكومة طهران باستخدام تلك الأموال في الحصول على التكنولوجيا الأمريكية والأوروبية لدعم وإصلاح قطاع الطيران والمواصلات فيها, والذي يعاني من القدم ومن التهالك.
قد نكون مفرطين في التوجس، لكنه توجس إيجابي، فالمؤمن كيسٌ فطن وعليه أن ينتبه لما يحدث حوله ويتدارك نفسه قبل أن يتقدم الآخرون ويتفوقوا عليه فيما هو لاهٍ وفي مكانك سر!