عبد الرحمن بن إبراهيم أبو حيمد:
مكتبة روضة سدير مشروع ثقافي وثائقي، علمي ووطني يتبناه رجلٌ من رجالات الدولة، ومن أبناء منطقة سدير (محافظة المجمعة) المخلصين، الأوفياء لدينهم ومليكهم ووطنهم، وهو أخي الأستاذ العزيز - عبد الله بن محمد أبابطين. هذا المشروع الذي افتتح برعاية كريمة من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير - أحمد بن عبد العزيز آل سعود يوم الجمعة 13-02-1436هـ الموافق 05-12-2014م، في روضة سدير ومع وجود مكتبات متفرقة في المحافظة مثل مكتبة جامعة المجمعة، والمركز الثقافي بعودة سدير، ومكتبة المرحوم محمد بن ناصر أبابطين في الروضة، وغير ذلك في مدن سدير، إلا أننا نتوقع أن يكون دور هذه المكتبة محورياً ومختلفاً عن بقية مكتبات سدير، ولعلي هنا أطرح بعض الأفكار التي سوف تجعل من هذه المكتبة مركزاً ثقافياً ومعلْماً مشعاً في المنطقة.. وإن كنت أظن أنني أثقل على صاحب المشروع، ولكنني أعرف قدرته على التحمُّل، ورغبته الجامحة في تقديم أرقى الخدمات وتحقيق أعلى المنافع.
1 - لعلها تُعنى بالكتب التاريخيه، وكتب الأنساب، والجغرافيا والتضاريس عن المملكة بصفة عامة، وعن منطقة سدير بصفة خاصة، خصوصاً أن الأستاذ - عبد الله يملك رصيداً جيداً من هذه الكتب في مكتبته بالخبر، ولعل الأمر لا يقتصر على الكتب الجديدة والمحققة، وإنما يتجاوز ذلك إلى الحصول على صور من المخطوطات والكتب الأصلية ومن مصادرها.
2 - لعلها تُعنى بحضن الباحثين من أبناء المنطقة ومن غيرهم ممن يلجأ إليها طلباً للمصادر والمعلومات، فمتى كانت متوفرة اطلع عليها الباحث، وإذا لم تكن متوفرة سعت المكتبة بفضل إمكانياتها واتصالاتها وعلاقاتها للحصول على المطلوب نسخاً أصلية أو صورة أو حتى نسخة إلكترونية، وهكذا يتزايد رصيد المكتبة، ويزيد ثراء المعلومات فيها بالتعاون بين الباحثين والمؤلفين وإدارة المكتبة.
3 - لعل المكتبة تخطو خطوة متقدمة إلى الأمام فترصد مع مثقفي المنطقة ما تخلو منه المكتبات من معلومات تاريخية أو جغرافية أو غيرها عن منطقة سدير، ثم تضع برنامجاً لسد هذا النقص، وذلك عن طريق الإشراف أو تبني تأليف كتب في مجالات النقص هذه، وتدعم المؤلفين المتخصصين بالمال وبالتوجيه، وبالمساعدة الفنية، ويكون ما يُؤلف باسم المكتبة وتحت إشرافها، منطقة سدير منطقة غنية بتاريخها، وتضاريسها، ومتنوعة في مناطقها ومدنها وقراها وتحتضن كثيراً من تاريخ هذه البلاد الغالية، ولكن بعض ذلك لم يدوَّن بعد في الكتب، أو دوّن بطريقة الاجتهاد، في وقت كانت فيه وسائل الاستكشاف والتحقق والمقارنة ضعيفة إن لم تكن معدومة.
4 - لعل المكتبة تتبنى برنامجاً لنشر المعرفة بواسطة سيارات متنقلة، وإجراء مسابقات بين المهتمين وطلاب المدارس وغير ذلك من البرامج التي تحفز الشباب وغيرهم للقراءة والاطلاع والبحث، لا سيما ونحن في وقت صار التركيز فيه على الواتس آب، وفيس بوك، وتويتر وغير ذلك من الأمور التي أشغلت الناس، ولكن غالبية معلوماتها آنية، أو وسائل وقتية.
5 - هناك أدباء ومثقفون من أبناء المنطقة تكوَّن لديهم مع الزمن مكتبات منزلية صغيرة، ولكنها قيمة بما تحتويه من أمهات الكتب، ومصادر المعلومات، وكل يحرص على أن تحتوي مكتبته على ما يهمه من مجالات المعرفة إن كان أدباً أو شعراً أو قصصاً وروايات، أو غير ذلك.. وقد لا يكون أحد من أبناء صاحب المكتبة له اهتمام كوالده بالكتب فبعد أن تزل به قدم، يضيق الورثة ذرعاً بهذه المكتبة، وهنا لعل المكتبة الفتية تفكر في نظام لاستقبال مكتبات أبناء المنطقة ووضعها في ركن من المكتبة يحمل اسم صاحب المكتبة، ونبذة عنه، ففي هذه الخطوة إثراء للمكتبة وتطمين لمن يهتم بالمكتبات بأن جهده سوف يحفظ له حتى بعد وفاته وفي منطقته.
6 - أخيراً وليس آخِراً، قد ترى إدارة المكتبة عقد ندوة سنوية أو كل سنتين عن موضوع مهم يخص المنطقة وأبناءها، ويحضّر له تحضيراً جيداً فتلك الندوات وسيلة من وسائل إثراء المعرفة، وبحث الموضوعات بشكل علمي.
لا أريد أن أكرر ما تطرق إليه الأستاذ - يوسف محمد العتيق في تعليقه على موضوع الحوار عن المكتبة بعدد الجزيرة الصادر في يوم الأحد 13 ربيع الأول 1436هـ فهو المختص بتلك الموضوعات، والقدير على وضع النقاط على الحروف في تلك الأمور، وقد تفضل بطرح العديد من النقاط المهمة والجديرة بدفع هذا المشروع إلى درجات النجاح العليا، ولا أريد أن نكثر على مكتبتنا الحبيبة وهي في بداية المشوار، أشكر أخي وصديقي الأستاذ - عبد الله بن محمد أبابطين على هذا المشروع، وأبتهل إلى العلي القدير أن يحقق الآمال والنجاحات المطلوبة والمتوخاة، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.