مكة المكرمة - سعود البركاتي:
أكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبد الله التركي، أن من يعادي المملكة فهو يعادي الإسلام كون أنها هي الدولة الوحيدة التي تطبق الشريعة الإسلامية المعتدلة الوسطية في تعاملها، وتفاعلها مع كافة القضايا الإسلامية.
جاء ذلك خلال لقائه مساء أول من أمس بأعضاء هيئة الصحفيين السعوديين بمكة المكرمة لتسليط الضوء حول دور المواطن في مواجهة الإعلام المعادي بمقر فرع الهيئة بمكة؛ حيث أسفر اللقاء عن توقيع مذكرة تعاون بين فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمكة، ورابطة العالم الإسلامي ممثلة بالهيئة الإسلامية العالمية للإعلام.
وأوضح التركي، أن الإعلام يلعب دورًا مهمًا في توحيد الاتجاهات، مؤكدًا أن المملكة ذات رسالة عظيمة كونها مصدر انطلاق الإسلام قامت على كتاب الله وسنة رسوله منذ عهدها الأول وتسير وفق الشريعة الإسلامية والنظام الأساسي ينص على الكتاب والسنة، وأن أي مادة تتعارض مع النهج الإسلامي لا اعتبار لها في المملكة بقيادتها الكريمة.
وأضاف: لا شك أن الإنسان إذا وعي رسالته في هذه الحياة استطاع أن يواجه أي عدو وأي خصم يسهم في حل أي مشكلة باختلاف المستويات للمجالات السياسية والتعليمية والشرعية والإعلامية والتربوية، فكل إنسان في موقعه يستطيع أن يبدع ويوجه ويدافع عن دينه ثم وطنه تحت مظلة الشريعة الإسلامية.
وأبان التركي أن الرابطة أصدرت العديد من البيانات التي تدين الجرائم النكراء والإرهاب والتطرف والغلو، ونحن في المملكة العربية السعودية لا نخشى شيئًا؛ فنحن دولة قامت على الشريعة الإسلامية.
منوهًا بأن ولاة الأمر حريصون على العدل والأمانة في تطبيق الشريعة، ووزارة الداخلية تحرص كل الحرص بقيادة وزيرها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، على الأمن والاستقرار والتقيد بنظام المملكة في شرع الله، والرابطة تؤكد أن المملكة حريصة على هذا الرخاء في الأمن والأمان ولديها من القدرات في مكافحة الإرهاب بشكل كبير، وأن شعب المملكة على اختلاف مناطقه وأعراقهم، هم لحمة واحدة مع القيادة الكريمة.
وأفاد التركي أن هناك بعض الدول في البلاد الإسلامية تتبنى فكرة الإسلام البديل، ولكن هو في الحقيقة الابتعاد عن الإسلام الصحيح. مؤكدًا أن المنهج الذي نسلكه «الكتاب والسنة» هو الإسلام الصحيح وما سار عليه السلف الصالح منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الوقت الحاضر، وبالتالي فإن منهج الإسلام البديل غير صحيح، فقد فرق بين إسلام المناطق الوسطى والشرق الأوسط والغرب الإسلامي وكل منطقة لها مصالحها وظروفها؛ مع أن الإسلام رسالة واحدة انطلقت من هذه البلاد إلى كافة أرجاء العالم الإسلامي.
ونوه التركي، إلى أن أعداء الإسلام والمسلمين موجودون منذ عهد الرسالة بتغير الوقت من حين إلى آخر، ولكن الذي يهم هل المسلمون على مستوى قوي وواضح في رسالة الإسلام؟ فلذلك ينبغي أن نركز في هذه القضايا وخصوصًا في وسائل الإعلام، باعتباره رسالة عظيمة في الوقت الحاضر، وهو أقوى الرسائل في الجوانب الإيجابية أو السلبية.
فالخوف من الإسلام من أعداء الإسلام «للأسف» الذين يتبنون بتغذية ودعم الطوائف والحزبية والاختلاف من أجل الإساءة للإسلام الصحيح، وحينما يستغل الإسلام بمثل هذه الأفكار من تشجيع للإرهاب والغلو والطرف لا شك أنه يفتت الأمة الإسلامية والمجتمعات المسلمة، حتى تحصل المشكلات والفتن مثل ما جرى حاليًا في العراق وسوريا.
وأشار التركي، إلى أن الإعلام المعادي هو الذي يتبنى الرؤى والأفكار التي تسيء للإسلام والمملكة التي تهتم كثيرًا بالمنهج الصحيح المعتدل لذا ما نحتاجه من رجال الإعلام، هما أمران في غاية الأهمية: الأول المهنية الموضوعية والقدرة على مواجهة المشكلات، وأما الثاني أساس الثبات على القيم والأسس التي قامت عليها الدولة، وقام عليها مجتمعنا في المملكة، ويتوقف هذا الأمر بتطلب الجهود في إيجاد الإعلاميين وتربيتهم وتطويرهم.
وشدد على أن ما يجري من الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي لا يتفق مع الشريعة الإسلامية، ويرى أن التركيز على السلبيات في وسائل الإعلام ليس من المبادئ الإسلامية، ولا يعني أن مجتمع المملكة مبرأ لكن الجوانب الإيجابية لا تظهر. لذا يظهر هنا دور الإعلامي في نقل الصور الصحيحة لخدمة الدين والبلاد.
وقال التركي: إن الرابطة في الفترة القادمة ستعقد مؤتمرًا حول مكافحة الإرهاب، نركز فيه على جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في هذا الجانب العظيم.. متطلعًا إلى ضرورة تعاون هيئة الصحفيين السعوديين بمكة مع الرابطة في هذا المؤتمر، الذي يحمل رسالة المملكة والعالم الإسلامي للاهتمام بالجانب الديني، ومواجهة هذا التطرف والغلو الذي يستغل الاساءة للإسلام والمسلمين.