من المُنتظر أن يُعلن الممثل العالمي (ريتشارد توريس) زواجه من الشجرة (الثالثة) الشهر المُقبل، بعد أن تزوج عام 2013م من (شجرة أرجنتينية)، والعام الماضي تزوج من (شجرة كولومبية)، ليُصبح هذا الخواجة (زوج مُعدّد) في الأشجار فقط!.
العريس (توريس) لا يمزح، فهو يعقد قرانه رسمياً على الشجرة التي يختارها من بين أشجار (أمريكا اللاتينية)، ويقوم بتجهيزها (بشرعة زفاف) بيضاء مثل أي (عروس حقيقة)، ليُقيم مراسم الزفاف بحضور الأهل والأصدقاء والكثير من المدعوين، بهدف نشر (الوعي البيئي) عبر هذه الطريقة الغريبة، ليكون أغرب ناشط في العالم، يدعوا للحفاظ على الأشجار بشكلها الطبيعي، دون تدخل من البشر!!.
قبل سنتين حضرت (مهرجان الغضا بعنيزة)، وقابلت هناك رجلا مسنا، عمل مُراقباً في وزارة الزراعة (لمحميات الغضا) طوال (4 عقود) قبل أن يتقاعد، وكان يروي لنا اهتمامهم (بشجرة الغضا) كرمز لأهل المنطقة, وكيف كانوا يحمونها بالجمال قبل السيارات، وينامون في الصحاري، ليمنعوا الاعتداء عليها أو قطعها!.
برأيي أن هذا المهرجان الذي يقام سنوياً بعنيزة، والاهتمام بشجرة الغضا، يستحق المُنافسة للحصول على (جائزة دولية) في مجال البيئة، لو تم تقديم (ملف الترشيح)، وتبنيه كحالة فريد على مستوى العالم، يخرج فيها مئات الآلاف من السعوديين سنوياً (ليتذاكروا، ويتعاهدوا) شجرة طبيعية في بيئتهم، يقومون بغرسها مُجدداً للحفاظ عليها وحمايتها من الانقراض!.
كما أن خطوات وزارة الزراعة التنظيمية للمتنزهين في (منطقة الغضا) المُلزمة بضرورة تقديم (إحداثيات) موقع التنزه، مع التعهد بالمحافظة على (منطقة الغضا)، وتجريم احتطابها ، تُعد من الخطوات العملية والتنظيمية الفريدة على مستوى المؤسسات البيئية العالمية!.
كم هو جميل أن يعلم العالم أن لدى السعوديين (برامج بيئية) مُستمدة من ثقافتهم الإسلامية، وطبيعتهم المُجتمعية، كفانا تجريماً وتشويهاً بتلك المناظر والمقاطع المؤلمة، للاعتداء على (الحيوان والبيئة)!.
فلنغير (الصورة الخاطئة) التي تشكلت عن علاقة (السعودي بالبيئة) بسبب أخطاء فردية ، ولنا في (زوج الشجرة) خير مثال؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.