هنا أقصد (المُحتوى) لا (الشعيرة)، المُسلم يحضر (52 خطبة جمعة) في العام الواحد، هل يُعقل أن تكون كلها مُتشابهة المضمون والأسلوب؟!.
أعجبتني كثيراً تجربة أحد الجوامع (بالرياض)، عندما خصص الإمام رقم (واتس أب) يتواصل من خلاله مع المُصلين، للتصويت على موضوع الخطبة المُقترح، من بين (3 مواضيع) يُرشحها ويُعلن عنها مُسبقاً!.
ما أجمل أن يسأل الخطيب جماعة مسجده (ماذا تريدوننا أن نتحدث)؟! هذا ما سيجعل (المنبر الأسبوعي) لسان مُشاركة وشورى حقيقي، يُفعّل من خلاله دور المسجد، لتنتقل بذلك (خُطبة الجمعة) من الصيغة الأسبوعية (للخطاب الروتيني)، إلى (الخطاب التفاعلي)، الذي يُفيد الجماعة، ويُناقش أمورهم واهتماماتهم، والظواهر التي يرغبون مُعالجتها، و يُلبي طموحات الأمة والوطن، ولو باستخدام (الوسائل المُساعدة) من الشاشات وطرق العرض، بعيداً عن تلك الخطب والصيغ (المُعلبة) والتي لا تفرق بين جامع (سكن أطباء) أو (أساتذة جامعة)، وبين جامع يرتاده (عمال وبسطاء)، وإن كان الكُل عند الله سواء، ولكن مُفردات الخطاب يجب أن تُراعي هذا الاختلاف والتباين!.
الظروف التي تمر بها الأمة، والتحديات التي تواجه الوطن، تتطلب أن يتحول مفهوم (خطبة الجمعة) من مُجرد عمل روتيني أسبوعي، إلى (عملية اتصال) يدرس فيها (المُرسل) وهو (الإمام هنا) حال (المُتلقين) وهم (المُصلين)، ليعرف كيف يوصل (رسالته)؟ وهو (موضوع الخطبة) بطريقة جاذبة ومشوقة، وبأفكار مُنظمة ومُرتبة، تضمن وصولها (واضحة المعالم) لا لبس فيها، لتتحقق الفائدة المرجوة من هذا (التجمع الأسبوعي) ويعود بالفائدة على المجتمع الصغير (للحي)، وعلى المجتمع الكبير (للوطن) !.
لما لا تشرع الوزارة في إقامة دورات تطويرية (للكتابة)، و(الخطابة)، و (فنون الإلقاء)، ووضع معايير (تقييم ومراجعة) لأداء (100 ألف إمام وخطيب) ينتشرون في مُدننا وقرانا؟! فالمصلي ينتظر كل جمعة (خطيباً) يملك (فصاحة اللسان) و (سحر البيان) !.
الكرة في مرمى (الوزير الجديد)، وهو يحضر اليوم (خامس خطبة جمعة) والوزارة في عهدته!.
وعلى دروب الخير نلتقي.