إغلاق مطعم ومقهى (أبو التنظير والمثالية العربية أحمد الشقيري) من قِبل (أمانة جدة) لوجود مخالفات تتعلق بسلامة الطعام والنظافة كان صدمة للمجتمع؛ كون هذا المشروع التجاري يتبع شخصية (نموذجية رائعة). الكُل يتسمر أمام الشاشة في رمضان لمُتابعة النموذج الإسلامي والعربي للتعامل والأمانة الذي يقدمه، ويدعو إليه، مقارنة بالنماذج الغربية.. إلخ!
لكن من يخطئ لا يرحمه (المجتمع) مهما كانت الصورة الجميلة التي يحملها؛ لذا تعرض المشروع وصاحبه لنقد (لاذع وساخر) على تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي، ولكن الرجل خرج (شجاعاً) مُعترفاً بتحمله المسؤولية كاملة عن المُخالفة، مؤكداً أنه سيُغلق المشروع، وقدم شكره للأمانة على جهود المراقبة، مُعتذراً عن التقصير الذي ارتكبه عندما اعتمد على آخرين لإدارة المشروع!
سيلحق (الشقيري) بمشاريع (الاستثمار العجيبة) في شوارعنا، عندما يُعلق لوحة (المقهى للتقبيل) لعدم التفرغ؛ ليطرح بذلك (سؤالاً مُهماً) حول قدرتنا على (الاستثمار الصحيح)؟!
هناك مشاهير سبقوه في إغلاق مشاريع تحمل أسماءهم نتيجة (الاستثمار الخاطئ) مع ضعف الرقابة والمتابعة من صاحب الشأن، مثلهم مثل آلاف (المحال والمشاريع) المُهددة بالتوقف، نتيجة البحث عن (الربح غير المدروس)، مع الاعتقاد السائد بأن السوق يقبل كل شيء؛ لأن السعوديين (يأكلون ويشربون ويتسوقون) طوال الوقت!
إحدى الفنانات الهنديات افتتحت مطعماً هندياً صغيراً (يحمل اسمها)، وكانت تدخل (المطبخ) بعد الانتهاء من (حفلاتها الغنائية)؛ لتساعد في تحضير الأكل، وتقدمه للزبائن، ومع مرور الوقت (اشتهر المطعم)، وبات قصة عشق (للأكل الهندي) ترويه الألسن، وهي اليوم تملك (سلسلة عالمية) تُشرف عليها؛ لأنها احترمت (لقمة العيش) في بداية الأمر، وكانت صادقة مع زبائنها طوال الوقت!
بينما مستثمرونا يبحثون عن (الربح السريع) فقط، مُعتقدين أن المال هو (كل شيء)!
لو كنت مكان (المُبدع أحمد الشقيري) لجعلت قصة (المقهى وإغلاقه) حلقة في برنامج (خواطر) كقيمة أخلاقية، لتصوير هذه الأحداث، ولقاء (العاملين) لمعرفة أين يكمن الخلل؟ وكيف يمكن تجنبه؟!
لربما قدَّم بذلك درساً لكل (المستثمرين) المنشغلين عن مشاريعهم، إما بتصحيحها، أو الاعتذار وإغلاقها!
وعلى دروب الخير نلتقي.