في مقالة نشرتها مجلة جمعية المناهج والإشراف التربوي الأمريكية، ورد أن أثر المعلم في جودة التعليم يأتي في المرتبة الأولى ، بل إن أثره يعادل أضعاف أثر أي عامل يأتي بعده مباشرة. هنا يقول المنطق إن الأموال والجهود التي تبذلها وزارة التربية يجب تتوجه نحو المعلم اختياراً وإعداداً وتدريباً. لكن الواقع يقول خلاف ذلك، فكليات التربية في جامعاتنا لا تستقبل إلاّ الثلث الأدني تحصيلاً من خريجي الثانوية العامة. وعندما تكون مدخلات كليات التربية بهذا الضعف فإن المتوقع أن تكون مخرجاتها بنفس المستوى، وهذه المخرجات التربوية الجامعية الضعيفة تشكل مدخلات النظام التعليمي ، ولك أن تتصور بقية هذه القصة المحزنة. ومن الطريف أن أذكر هنا أن طالباً تخرج من الثانوية العامة (علمي) بنسبة 100% وحصل على معدل 5 من خمسة في السنة التحضيرية رغب في كلية التربية ، وقد وصف أحد الزملاء هذا الطالب مازحاً بأنه (خبل). لكن السؤال الذي يجب أن نتأمل فيه هو: لماذا لا يتقدم الطلاب المتميزون إلى كليات التربية؟ الإجابة بكل بساطة هي لأن مهنة التعليم ليست جاذبة لخريجي الثانوية، وطالما لم تحسن وزارة التربية من جاذبية مهنة التعليم فعليها ألا تتوقع حصولها على معلمين متميزين، ولأن المعلمين يمثلون سقف النظام التعليمي فإن سقف أداء وزارة التربية في المقابل سيكون هابطاً.