يمثل الخطاب التربوي الرؤية أو الفكر أو الطرح التربوي الذي يراه المختصون والمعنيون بالشأن التربوي، معبراً بصدق وبمهنية واحترافية عالية عن طموحاتهم وآمالهم في ما يريدون أن يحققه نظامهم التعليمي. لكن السؤال الذي يجب طرحه هو: هل المفكرون التربويون والنخب التربوية في بلادنا، مجمعون على طرح وتصور ورؤية تربوية موحّدة ويناضلون من أجل تحقيقها؟ قد يكون مثل هذا الخطاب التربوي موجوداً، ولكن ربما يكون دفع النخب التربوية المحلية باتجاه تفعيل هذا الخطاب ضعيفاً ومتواضعاً.
لو حللنا خطابنا التربوي الحالي لظهر لنا تكرار وشيوع ظهور بعض المفردات. فمثلاً تكاد تكون مفردتي (الحفظ والتلقين) طاغية في خطابنا التربوي، بالإضافة إلى شيوع عبارة « تجاهل وتعليم التفكير» كما شاعت أيضا في خطابنا التربوي عبارات مثل: «نقص إمكانات المدرسة»، وعبارة « عدم اهتمام التعليم النظام التعليمي بمكانة المعلم وبظروف عمله»، وعبارة « غياب الطلاب قبل وبعد الإجازة»، وأخيراً عبارة «تجاهل حقوق المعلمين المادية». وهذا الخطاب التربوي المجتمعي كما تعبّر عنه المقالات الصحفية واللقاءات الإعلامية، يجد تعزيزاً من توصيات البحوث التربوية والندوات العلمية. أتمنى على وزارة التربية أن تشكِّل فريقاً مهنياً ليستخلص لنا صفات خطابنا التربوي السائد كما يظهر في الإعلام وفي الندوات العلمية وفي البحوث التربوية. هذا الخطاب قد يكون أحد الوثائق المهمة التي يتم الرجوع إليها لغرض تطوير التعليم.