من الطبيعي أن يكتب كاتب الرأي في المجال الذي يشغله ويشكل -بالنسبة له- هما موجعا يناضل من أجل تحقيقه خدمة لمصلحة وطنه ومجتمعه (دون مزايدة)، لم يعد اليوم هناك مجال للكاتب الذي يتقلب بين قضية إلى أخرى (الكاتب المولينكس).
يفترض أن يكون لكل كاتب هاجس أو قضية يحملها معه أينما ذهب وحيثما حل. بالنسبة لي شخصيا تأتي جميع محاولاتي الكتابية لتعبر عن هم واحد يقلقني ويشغلني مضمونه أن التعليم النوعي يبقى هو العصب الرئيس للتنمية البشرية في وطني وفي كل وطن، وأن القيادات التعليمية وأساليب اختيارها هو الذي يصنع الفرق بين تعليم وآخر.
أنا أدفع وبكل قوتي لكي أقنع كل من يعنيهم شأن التعليم بأن التعليم هو الذي يستخرج من الإنسان أقصى ما يمكن من طاقته الكامنة، وهو الذي يفجر قدراته وإبداعاته، وهو الذي يجعل الفرد يستشعر ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية والمهنية تجاه مجتمعه. من جهة أخرى يتناول بعض كتابنا الأعزاء كثيراً من العلل والسلبيات التي استوطنت مجتمعنا (التطرف والتشدد الديني، فرض الوصاية على الآخر (رجلا كان أو امرأة)، الانغلاق الفكري، عدم احترام رأي الآخرين إلخ). هذه العلل والسلبيات هي مجرد أعراض لمرض تعليمنا. عندما نعالج ونصلح تعليمنا العام -وخصوصا في مراحله المبكرة- فسوف نغلق كل منابع مظاهر التخلف في مجتمعنا.
ومن أبرز ما يشغلني هو أننا لا نحصل على عائد تعليمي يوازي ما نصرفه على تعليمنا من أموال (بخلاف ما يحصل في كوريا وسنغافورة مثلا).