هل تعرفون نوعية ما يجري في فصولنا من تعليم بعد أن يدخلها المعلمون ويغلقون الأبواب. أنا سأنقل لكم نتيجة ما يجري في فصولنا بعد أن اخترقت الحواجز ورصدت ما يجري فيها بحثياً. زرت العديد من المعلمين في فصولهم وفي يدي مقياس عالمي يقيس جودة ما يقدمه المعلم من تدريس، لقد كشف لي المقياس البحثي المقنن أنّ معلمينا يقدمون لطلابهم مستوى هزيلاً ومتدنياً من التدريس.
- قبل سنوات زرت مدرسة ثانوية، وفي أثناء الفسحة أخذني مدير المدرسة في جولة على المدرسة ، ولفت نظري أنّ الطلاب كانوا يجلسون في حلقات عديدة ، عندئذ قال لي مدير المدرسة إنّ كل حلقة طلابية تراها تمثل قبيلة. تذكّرت حينها أنّ التعليم المتخلّف يرسخ قيم التخلُّف السائدة.
- زرت مدرسة ثانوية بصفتي مشرفاً أكاديمياً ، لقد هالني منظر ساحة تلك المدرسة وقد اكتست بمخلّفات إفطار الطلاب بعد أن انتهت الفسحة وعاد الطلاب إلى فصولهم ، ناقشت إدارة المدرسة في ذلك المنظر البشع فقال لي: يا أستاذ هؤلاء شباب يجب أن نتحمل أخطاءهم ( انتهى). ألم أقل لكم إنّ التعليم المتخلِّف يرسخ الوضع المتخلِّف السائد.
- لا أظن أنّ هناك في بلادنا مؤسسات تناولها البحث العلمي مثل مؤسسات التعليم ، ومع ذلك لا زالت مؤسساتنا التعليمية تغلق عيونها وتصم آذانها لكي لا تسمع ولا ترى ما يقوله البحث العلمي. من يزور كلية التربية ومركزها البحثي سيذهله ذلك الكم الكبير من المؤشرات عن تعليمنا ، ليت وزارة التربية تتواصل مع مراكز البحث التربوي.