لا أرى مصلحة الجمارك ورجالها المخلصين إلا ذراعاً قوياً من أذرعة الجهاز الأمني لبلادنا.
في أكثر من حادثة كان لرجال مصلحة الجمارك دوراً أساسياً في عمليات ضبط قامت بها مكافحة المخدرات، وفي مرات كثيرة كانت الجمارك الضابط الوحيد لهذه الشحنات الإجرامية التي تستهدف شباب بلادنا ومقدراتنا.
وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها الأمنية تقوم بأدوار أمنية مختلفة, داخلياً وحدودياً، شهد لهم الجميع بجاهزيتهم المميزة، ونقلتهم النوعية خلال سنوات بسيطة في استخدام التقنية الحديثة في كافة عملياتهم سواء الأمنية البحتة كالمراقبة الحدودية،أو عملياتهم الإدارية في إدارات الجوازات والأحوال المدنية وغيرها.
مقالة اليوم أكتبها بحبر الاعتزاز بهذين الجهازين اللذين يعملان على حفظ أمن وأخلاق المجتمع بعد أن سمعت من التعاون الكبير بين وزارة الداخلية ومصلحة الجمارك في كل ما يحفظ لبلادنا أمنها وأخلاقها,كل هذا بالدعم اللا محدود من مقام راعي هذه البلاد وحامي حماه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهد الأمين, والتوجيه المباشر من رجل الأمن الكبير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.
مسكرات ومخدرات متنوعة وأسلحة ومتفجرات بكميات قد لا يصدقها العقل, لو أنها قيلت من مصدر غير رسمي لما صدقنا بها, يضبطها هؤلاء الرجال الأمناء المخلصون لدينهم ووطنهم وقيادتهم.
عشرات بل مئات الألوف من الحبوب المخدرة والأطنان من الحشيش ومئات الألوف من المسكرات تُضبط شهرياً عبر المنافذ الحدودية المختلفة كانت قاب قوسين أوأدنى من الوصول إلى شبابنا وإلى مقدراتنا لتدمرها وتحدث خللاً كبيراً في أمن بلادنا.
وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها الأمنية تبذل جهودا كبيرة جداً في حفظ أمن هذه البلاد ولا ينكر جهودها إلا من يقدر على إنكار ضوء الشمس في رابعة النهار, وهذه النوعية الناكرة بلا شك موجودة ولكنها لن تفت في عضد هؤلاء الرجال، ولن تشككنا في جهودهم وتضحياتهم.
في زيارة لمقر مديرية مكافحة المخدرات بالرياض تجد في بهو المبنى لوحة شرف شهداء هذه المديرية الذين قدموا أرواحهم على كفوفهم دفاعاً عن أخلاق وأمن هذا المجتمع بكل هدوء ودون أي ضجة إعلامية،عشرات الجنود والضباط استشهدوا ونحن ننعم بالامن والأمان، وما ذلك إلا نتيجة وجود أمثال هؤلاء الرجال الأشاوس الذين لم يقدموا سلامتهم على سلامة الوطن والمواطن, بل جعلوا سلامة الوطن وشبابه هو المقدم فرحلوا أحياء عند ربهم يرزقون بمنه وفضله.
وعندما أربط بين أجهزة وزارة الداخلية والجمارك فإنني أريد أن أقول لرجال الجمارك ان المجتمع يعي دوركم الأمني الكبير,وأننا نقدر ونعرف ما تقومون به من جهود تذكر فتشكر، وكفاكم فخراً ثناء القيادة عليكم وثناء العلماء كذلك.
قد أكون من المحظوظين الذين يعرفون الكثير من الجهود التي يبذلها رجال مكافحة المخدرات من خلال تواصلي المباشر مع قيادات المديرية خاصة أثناء رئاسة اللواء عثمان المحرج لها، وكذلك معرفتي بما يقوم به رجال الجمارك من جهود لا يُعلن إلا عن النزر اليسير منها، أعرفها من مدير عام لجمارك معالي الأستاذ صالح الخليوي وأركان إدارته، الذين يقدرون أهمية المعلومة,ويعملون بكل نشاط وإخلاص لحماية لهذه الوطن ومقدراته.
أريد أن أقول في خاتمة هذه المقالة أن المجتمع يجب أن يدرك أن هذا الأمن وهذا الاستقرار لم يأت هكذا مصادفة، ولا أن مجتمعنا مجتمع ملائكي، ولكن هذا جاء من جهود عظيمة يقوم عليها رجال مخلصون لدينهم ووطنهم، ومن قيادة تطبق الشريعة الإسلامية السمحة التي تحفظ للناس أعراضهم وأمنهم وأموالهم, فعلينا أن ندرك ذلك ونقدر الجهود.
شكراً لرجال أمننا.. شكراً لرجال الجمارك.