أحداث اليمن المؤسفة التي كشفت عن وجه الخيانة والمؤامرة اليمنية اليمنية على الشعب اليمني ومقدراته، لا يمكن أن تغيب عن فطنة المتابع لهذه الأحداث المتسارعة والتي جعلت العاصمة اليمنية صنعاء وخلال ساعات في قبضة زمرة الحوثي العميلة.
كان لهذه الحادثة أو الفاجعة أثرها الكبير على كل المستويات، سواء داخل اليمن أو خارجه، وقد أبدت المملكة منذ اللحظة الأولى وقوفها مع الشعب اليمني، وحرصها على أمن هذا البلد الشقيق، وحرصها كذلك على عدم تحوله إلى ساحة للصراع الذي سيقضي بكل تأكيد على الحرث والنسل، ويزيد من جراحات هذا اليمن الذي لم يعُد سعيداً, كفاه ما هو فيه من أوضاع اقتصادية متردية.
في هذا الخضم كان للاجتماع الطارئ لوزراء الداخلية في مجلس التعاون الذي عُقد في محافظة جدة كلمته الواضحة والصريحة والتي لا تحتمل التأويل عندما قالوا: (دول الخليج لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التدخلات الخارجية الفئوية في اليمن.. وأمننا وأمن صنعاء كل لا يتجزأ).
بيان صريح وواضح،وضع العابث بأمن هذا البلد الشقيق أمام خيار واحد وهو الانقياد لصوت العقل ونداء الضمير, فاليمن ليس وحده في هذا الصراع ولن يكون لقمة سائغة لأعداء هذه الأمة.
منذ نشأت المملكة العربية السعودية وهي تُعد الداعم والأخ المشفق والمعين لليمن شعباً وأرضاً، وما دخل اليمن في محنة أو أزمة إلا ووجد المملكة واقفة بكل ثقلها السياسي والاقتصادي لانتشاله بكل كرامة.
أمننا وأمن صنعاء كل لا يتجزأ، حقيقة يصدقها التاريخ والجغرافيا، وقبل كل هذه العقيدة الإسلامية ووشائج القربى التي تربط اليمن مع جميع دول الخليج الست دون استثناء.
وعندما يأتي من يحاول خطف هذا البلد من بين أشقائه في وضح النهار وعبر مرتزقة خانت الأمانة والوطن، وقدمت مصالحها الشخصية البحتة على مصلحة الأمة، فإن الأمر لا يحتمل السكوت، ويجب أن توضع النقاط على الحروف لتُقرأ كما يجب.
إن اجتماع وزراء الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي الطارئ كان رسالة واضحة لجميع الأطراف اليمنية، وكذلك للطرف الخارجي الذي يسعى لهدم البنيان اليمني لمصلحته الطائفية التي تحمل كل الشر والفرقة والفتنة لليمن الشقيق.
اليمن كلٌ لا يتجزأ من خليجنا العربي ولا يمكن أن نقبل بأن يُختطف في غمضة عين، ويجب أن تقص كل يد تتطاول على هذا البلد، وأن تعود المياه إلى مجاريها، ويعود اليمن البلد الشقيق القريب من قلوبنا برجاله المخلصين الأوفياء لدينهم ووطنهم وأمتهم.
إن كل ما نرجوه أن تعي الأطراف اليمنية التي - تلعب بالنار- رسالة وزراء الداخلية الصريحة والواضحة، كما يجب أن تفهم الجهة الخارجية أن دورها القذر في تفرقة وتمزيق هذا البلد لم يعد خافياً على أبسط مواطن يمني، ولذا عليها أن تكف من تدخلاتها وعبثها.
والله المستعان.