لا أحب أن أتجاهل أي رسالة تردني من قارئ تعشم في قلمي خيراً، وتوقع أن يصل صوته عبر هذه الصحيفة التي جعلت إيصال صوت المواطن لولاة الأمر هدفاً أساسياً من أهدافها النبيلة.
من القراء الذين طلبوا أن أوصل صوتهم لولاة الأمر فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، هذه الفئة لا تنحصر حاجاتهم في شيء دون شيء آخر فهي مطالب مشروعة وحقوق واجبة لا منة لنا فيها كمجتمع تجاههم، ويجب على الدولة أن تميزهم عن سواهم من المجتمع في كل شيء، ليس من باب الشفقة، ولكن من باب أنهم أحق بكل ما من شأنه يريحهم ويمنحهم الطمأنينة مع أسرهم، خاصة إذا كان المعاق ممن كون أسرة أو في الطريق لتكوينها.
من الأمور التي أتمنى أن يصدر فيها تشريع عاجل توفير السكن لهم ضمن مشروع الإسكان وأن تكون لهم الأولوية في ذلك فهم دون سواهم يحتاجون إلى هذا الأمان، كذلك في مسألة التوظيف نتمنى أن تكون إجراءات توظيفهم فورية وحسب مناطق إقامتهم، وأن توجد إدارة مستقلة عملها فقط خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، تتابع كافة شؤونهم لدى كافة الإدارات، فنحن بلد التراحم، وديننا دين الرحمة، وهو الذي جعل من إعانة الرجل على دابته وهو الصحيح الشحيح صدقة، فكيف بإعانة من أعجزه عاجز صحي دائم؟
كذلك من الأمور التي صدر فيها أمر سامٍ كريم ولكن تنفيذ هذا الأمر كما يقول المستفيدون بطئ جداً السيارات الخاصة التي يتم تأمينها مجاناً لفئة معينة من هذه الفئات، فلماذا هذا التأخير؟ لا أعتقد أن العائق مادياً، ولكنه ضعف الاهتمام ممن أوكل اليه أمر تأمينها، نحن عندما نطالب بالمزيد من العناية والاهتمام بهؤلاء، إنما نطالب بحقوق مشروعة لجزء منا وليس فئة طارئة علينا.
السكن، العلاج، التوظيف، النقل، التعليم، أساسيات يجب وجوباً أن يكون لهذه الفئة التميز في الحصول عليها، دون إبطاء ولا تعقيد، بل يجب أن تقدم لهم دون سابق مطالبة.
السؤال الملح الذي دائماً يبرز أمامي، لماذا القرارات التي تمس حياة مثل هذه الفئات أو غيرها من قضايا المجتمع لا تُقر إلا بعــد مراجعـــات وكتابات هــنا وهنـــاك؟ أين المستشارون وإدارات التخطيط والتطوير في وزاراتنا؟ لماذا لا يبادرون؟ لماذا لا تدرس كل وزارة احتياجات المجتمع المناطة بها، دون أن تنتظر مطالبه أو شكوى؟
لا أعتقد أن الدولة مقصرة في الدعم المالي ولا الكادر الوظيفي، ولكن كل الذي اعتقده بل أجزم به أن الموظف الحكومي يعمل بعقلية كما يقال (الموظف الحكومي) وهذه العبارة تعني عدم المبادرة، عدم الاهتمام، قلة الحرص.
والله المستعان.