تبذل وزارة الداخلية ووزيرها النشط صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف جهوداً كبيرة وعظيمة في حماية الوطن من هذه الهجمة الشرسة من مهربي المخدرات، هذه الهجمة التي وصفها الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - بأنها استهداف لهذه البلاد بشبابها ومقدراتها.
المديرية العامة لمكافحة المخدرات هي الجهة المسؤولة أمنياً عن هذا الملف الخطير وقد حقق رجالها نجاحات عظيمة، ونال عدداً منهم شرف الشهادة في هذا السبيل، فهم الذين وصفهم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ منذ سنوات بالمجاهدين، وأن من يُقتل منهم فهو - بإذن لله - شهيد، فعليهم الاحتساب وصدق النية.
مقالة اليوم موجهة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بعد هذا التعيين الموفق لأمينها الجديد الأستاذ عبد الإله الشريف، الذي عُرف كخبير دولي في هذا الشأن، بالإضافة إلى عمله كمساعد لمدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، فكان هذا الاختيار من قِبل سمو وزير الداخلية موفقاً ومسدداً، كما هي اختيارات سموه لكافة قادة قطاعات وزارة الداخلية.
اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات جهة توعوية وليست أمنية، أي أنها لا تقوم بأي مهمة ضبط ولا تتبُّع ولا ملاحقة، وإنما تُساهم في توعية المجتمع بهذا الخطر قبل وقوعه، كذلك مساعدة من وقع في هذه الآفة الخروج منها سالماً معافى، بالإضافة إلى إجراء البحوث والدراسات في هذا الشأن، وحسب أهدافها المنشورة في موقعها الرسمي فإنها تتمثَّل في ما يلي:
1 - الإسهام في الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع.
2 - تكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي لدى أفراد المجتمع بأضرار المخدرات وسوء استعمال المؤثرات العقلية.
3 - تحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بمكافحة المخدرات.
4 - تعزيز المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع المدني ومؤسساته في مجال مكافحة المخدرات.
5 - توفير وتطوير برامج الدعم الذاتي للمتعافين من الإدمان على المخدرات وأسرهم.
6 - توفير وتطوير البرامج العلاجية والتأهيلية لمرضى إدمان المخدرات.
7 - دعم الدراسات والبحوث ذات العلاقة بمجال مكافحة المخدرات.
8 - الاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية في مجال مكافحة المخدرات.
ثمانية أهداف في غاية الأهمية إن فعلت حقاً، وهذا هو دافع هذه المقالة التي أوجهها للأمين الجديد المتخصص، فاللجنة طوال السنوات الماضية لم تتوغل في المجتمع بالشكل الذي يجعلها جهة معروفة ولها نشاطاتها المؤثرة، وبكل صراحة وشفافية لا أحد يعرف اللجنة من غير المتخصصين، إلا عدد قليل ممن تواصلوا معها عن طريق قريب أو صديق وإلا فلا أثر يُذكر لها.
إن المأمول أن تنتفض وتقدم مشاركات فاعلة ومؤثرة تخلق الوعي وتبين الخطر وتعالج الأثر، وذلك من خلال التواجد المباشر والتواصل الاجتماعي الجديد، فلم يعد المجتمع مجتمع المسجد والمدرسة فقط، بل صار مجتمعاً تستطيع الوصول إليه داخل غرف نومه وفي سيارته وفي منتزهه وبالشكل المحبب إليه.
أعرف أن سمو الأمير محمد بن نايف من أشد الحريصين على دعم أي عمل أو مشروع يهدف حماية المجتمع سواء من المخدرات أو الانحرافات الفكرية، لذا فإن اللجنة الوطنية غير معذورة في ظل هذا الدعم المعنوي والمادي السخي من قِبل سموه، وعليها أن تضطلع بمسؤولياتها وتكون عند حسن ظن من منحها كل ما يجعل منها مؤسسة مؤثرة وفاعلة في مجتمعنا، ولن نعذرها بعد اليوم وسنستمر في مطالباتنا لها لتساهم بالشكل الصحيح والمؤثر.
والله المستعان.