من بين ركام المؤلمات هناك مبهجات..
على الأقل تُجمِّل قبيحَ ما يُسمع..، وتُسعِد حزينَ ما يُرى..، وتُطمئنُ قلق ما يُحيط..، وتُقرُّ الأسماعَ..، وتُفرح النفوسَ..
هذه الجميلات المبهجات هي هؤلاء الشباب الناهض أملاً، النشط توقداً، الخلوق مبادرة، وموقفاً..
في الأسواق حيث يمارسون عملهم في الاستقبال، والبيع، والمحاسبة، ..
في المطار حيث يعينون المرضى، ويفيدون السائل ، ويبادرون بحل الطارئ..،
في البنوك، حيث يجيبون عن الأسئلة، ويحلون المشكل، ويوضحون الغامض، ويحفظون الأمانة..
في المصحات كالفراش بأجنحة عطوفة يحلقون..
وحيثما غُرسوا أثمروا..، كالشجر الأخضر ينوفون بسموهم..
بما حُملوا من مسؤوليةً فأجابوا نداءها..!
فليس كلُّ الشباب المواطنين مبعث قلق، ومدعاة كدر، ومحرض حسرة، ومولِّد ألم..
هناك نماذج يانعة مزهرة..، روية بالخير..، يافعة بالحيوية في شبابنا..
تجدهم حريصين على الأداء بإتقان..،
تجدهم ذوي خلقٍ رفيع..، بأوجه بشوشة..، وألسنة طيبة، حين يقدَّر لك أن تتعامل معهم تشعر أنهم أبناؤك، لا فرق في إحساسك بهم،..
حرضتني نماذجهم العديدة لأتحدث عنهم، إذ وجدت من اللائق أن لا نغفل عن الإشارة إليهم..، والكتابة عنهم، وعدم إغفال وجودهم في المجتمع، تحديداً بعد أن فتحت لهم المجالات الخدمية، وزجت بهم الوظائف في مجالات الاحتكاك بالناس في مختلف القطاعات، والمرافق التي ما كنت تجد شاباً سعودياً فيها من قبل... لتجدهم خير من يفرحك، وسلوكهم أنصع ما يبهجك...
واجهت هذه العينات في البنك ، مع المضطرين للعديد من الخدمات، فوجدتهم يتصدون بأريحية لخدمتهم، وفي المطار فرأيت حدبهم وتفانيهم في مساعدة التائه، والمتأخر، والمضطر، وفي مراكز التسوق فكانوا بنباهة فائقة يبادرون..،
كذلك هم هناك خلف الأسلاك يجيبون من تتعثر خدمة الاتصالات به، من يجهل الإجابة عن المتاحات فيدلون..، هم أيضاً في خدمة البريد يصلونك حد منزلك في منتهى الأدب، والذوق، ولباقة التعامل..
هم أيضاً حيث شعب الجوازات يسارعون في تنفيذ الإجراءات، والإجابة الفورية عن أسئلة المراجعات، وإنجازها بروح رحبة، وحرص ودقة..،
قليل منهم من نتعرف أسماءهم حين يكون الموقف يستحق مبادرة الشكر، لتبليغهم الامتنان الفوري، وأكثرهم لا يتاح لنا معرفة أسمائهم فلا أقل من إيصاله إليهم..
هم كل الشباب المميز خلقاً، وأداءً، وتعاملاً، وسلوكاً..، تجدهم الآن حيث ترسل عينيك..
فإن أنت منهم فلك التحية.. وراية الامتنان..
وإن لم تكن منهم فبادر لأن تقتدي بهم..
لهم مني كفّان مرفوعتان للسماء: اللهم بارك فيهم، شباب هذا الوطن النجباء حيث يكونون، وفقهم، واحفظهم، وقهم الفتن، وجنِّبهم عثرات الطريق..، واجعلهم قرّة عين الوطن والوالدين.