فيما صار من ولع الشباب وشغفهم وانصرافهم المحموم لمتابعة ما تحتويه تلك التقنيات الحديثة وفي مقدمتها تلك الهواتف الجوالة من برامج ومسليات فيها الكثير مما يسوء ويحزن بسبب آثاره المؤثرة والضارة التي منها ما سوف يقضي على ما تبقى من خصال حميدة وموروثات طالما كانت إحدى السمات المميزة لهذا الشعب العربي الأصيل ومحل فخر أبنائه كيف لا وهي المستوحاة من مضامين ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا العربية الأصيلة... مما يدعو للتساؤل عما يمكن عمله لمواجهة هذا الخطر وعما إذا كان بالإمكان مواجهته في دفع الكثير من برامج التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة مما قد يحول دون هذا الافتتان الذي كلف به الشباب أشد الكلف في كل وقت وحين، حتى أثناء الوجود في المجالس العامة والخاصة التي كانت المحاضن للشباب يتلقون فيها كل مفيد ممن هم أكبر منهم سنا وأوفر خبرة وأغنى تجربة حيث لم يعد لذلك وجود بسبب انصراف الشباب لهواتفهم، وكأنما هم في صالات الامتحان حتى صار الصمت وتجاهل غيرهم شأنهم بسبب ما صار من تلك العادة الذميمة... والتي بسببها قل شأن التقدير والاحترام للمجالس ولكبار السن الموجودين فيها... مما صار يضطر بعضهم للرجاء بعدم استعمال تلك الهواتف الى حين الانصراف... ظاهرة غريبة لا توجد حتى في بلاد المنشأ لتلك التقنيات... حيث لا يزال الشباب هناك في عز احترامهم للوقت مثلما اصطحابهم للكتاب في الحديقة والحافلة والقطار والطائرة فيما لا وجود للهواتف الجوالة إلا عند الحاجة... مثلما تقنين وقت استعمال التقنيات الأخرى من قبل ولاة أمور صغار السن من الأبناء والبنات بحيث لا يتاح لهم فرصة مطالعتها إلا لأوقات محدودة على عكس ما لدينا حيث نرى كل طفل وعلى مدى الساعات الطويلة وهو منهمك في تتبع ما في جهاز الأيباد ونحوه من برامج ومسليات ونحوها في غياب للرقابة والمتابعة كل ذلك مما سوف يحدث سلوكيات طالما كان الجميع في غنى عنها... إن الأمر في مجمله مما يحتاج إلى دراسة ودور فعال للبيت والمدرسة، وكذلك المجتمع وحتى لا يصير شبابنا ضحية سلبيات تلك التقنيات الحديثة وما أكثر سلبياتها وأشدها خطراً ولاسيما على الناشئة.