الشحاذون المودرن

ذلك العنوان كان لمقال للكاتب والأديب الكبير الأستاذ عبد العزيز البشري رحمه الله ... تذكرت ذلك المقال حين استوقفني شاب في الثلاثين من العمر .. مليء بنضارة الشباب وأناقة الثياب حين أخذ بي الظن أنه لا بد سائل عن طريق الجامعة أو إحدى المكتبات الكبيرة أو حتى عن المستشفى الموجود بالحي .. إلا أن ذلك كان من بعض الظن .. بعد أن أخذت كلماته تترى مما مفاده أنه بصدد ركوب الحافلة المتجهة إلى جدة وأنه لا يوجد معه ما يقابل إيجار نقله أو حتى وجبه الغذاء وأنه لذلك مضطر إلى بيان مدى موقفه المحرج وكله أمل في تقديم المساعدة له .. مضيفا أنه ما كان معه من نقود نفذت وهو في سبيل البحث عن العمل الذي لم يجده في هذه المدينة على اتساع مداها وكثرة ما فيها من مجالات العمل والتي جل من فيها من بني جلدته .. وعند روايتي لهذا الموقف لمجموعة من الأصدقاء أخذ كل واحد منهم يروي موقفا أو مواقف مماثلة وإن اختلفت أساليبها فيما الغاية هي استغلال الطيبين من السعوديين بل السذج ممن شغفهم البر والإحسان إلى صرف مثل ذلك إلى من لا يستحقه فلنحذر هؤلاء الشحاذين المودرن ولنعين الجهات المسؤولية على اقتفاء آثارهم وإخلاء البلد منهم .. وحتى لا يصير إلى ما هو الأبعد من ذلك مما قد يضر بأمن الوطن و المواطنين.