لم يكن السفر في الإجازات فيما مضى مثلما هو عليه في وقتنا الحالي ... حين أصبح شغف الكثيرين وولعهم لقضاء إجازاتهم خارج البلاد ... يتساوى في ذلك المقتدر ومحدود القدرة الذي ربما شأنه المحاكاة والتقليد دونما النظر فيما يعنيه السفر من كلفة مادية وربما مشقة ... بل إن السفر قد أصبح ظاهرة تزداد كل عام عما قبله فيما لا مصلحة في ذلك فيما عدا ما يقال من إنها الرغبة في تغيير الجو والترويح عن النفس وإتاحة الفرصة للأطفال للمتعة فيما هنالك من ملاهي... التي ربما قلت في كيفها عما هو موجود في هذا البلد ومما تعج به مدنها وأسواقها مما يفي بالغرض ... إنها آفة حب التقليد والظهور بمظهر القدرة ... ومسايرة لأصحاب الثراء ثم ليكون الحديث عن السفر بالنسبة للبعض حديث يروق ويشوق مما يأتون به لمن لم يصيروا إلى ما صاروا إليه ... وكم نتمنى لو كان هؤلاء أكثر وعياً كي يدركوا أن ما ذهبوا إليه مما هو الموجود بجله وكله في بلدهم وإن بدا أن الواجب يقتضي المزيد منه وعلى نحو يجعل من يصير الذهاب إليهم يأتون إلى هذا البلد بدافع الرغبة التي جعلت مثل هذا الكم من المسافرين يقصدون بلدانهم فلنوظف إمكانياتنا وإمكانيات بيوت الخبرة عالية الكفاءة لجعل الآخرين يصبون إليها للرفاهية في بلد تحقق لهم ما هو الأهم من ذلك زيارة بيت الله الحرام ومسجد رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.