عندما قررت نجاة الهرب من منزلها لم يكن أمامها خيار آخر، فقد تبقى على زفافها بضع ساعات، ولم
هَذِهِ الغَيْمَاتُ كالرِّيح كالبَرْق تَمُرُّ بُطُوناً وتَغْدُو صَوْبَ فَاتِنَةِ الرَّمْل فَتَلْقَاهَا
كان يمنعني من الاقتراب من ذلك الكتاب الوحيد الضخم المُعلق في صدر الدار ليكون فوق رأس كل زائر،
بقايا العطر في يدي وفي رسائل ودنا وعلى شهادة مولدي وفي مكان لقاءنا وفي زوايا الذاكرة صوت يحدّث
لما استفقت من صدمة الميلاد! تركوني على وجه الخميلة وحدي فنسجت من العشب قافيتي ونثرى. وسكبت
في إحدي الكراسي الحديدية التي غلفها البشر المتفاوتون, جلس رجل قد احتضن ملابسه, متكوراً فيها,
ليل الجمعة وبعد أن هدأت الأقوام، وخلا كلُّ صوب مضجعه، بقيت وحدي ألوم الضجر، وأسخر من وحدتي،
أنا الشطآن والمرفأ أنا الآلام في صدر الزمان المؤلم المقهور لا تشفى أنا الأرض التي كانت تحب