ذات مساء قال ملك الصلاح والإصلاح خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- مخاطباً المواطنين في مجلسه العامر.. «لكم مالنا وعليكم ما علينا» في تأكيد أن الجميع سواسية أمراء ومواطنين فللكل حقوق وعليهم واجبات، كما حملت هذه العبارة الرائعة توجيهاً للجميع أن لا أحد فوق القانون وهي أي هذه الكلمات تترجم شخصية ملك القلوب القريب للناس في أبوته وحنيته وبساطته.
تذكرت هذه العبارة التاريخية بعد تصريح الأمير ممدوح بن عبدالرحمن ضد اللاعبين سالم الدوسري ونواف العابد وما أثاره هذا التصريح الاتهامي من ردود فعل قوية، ومن ضمن هذه الردود احتفاء ممن لا يريدون بالوطن خيراً، وهم بالمناسبة كثر ولكنها بالتأكيد تحتفي بمثل هذه التصريحات الانفعالية والبعيدة عن العقلانية، فهي تصور الوضع بالمملكة العربية السعودية بأنه فئوي، فالاتهام المعيب صادر من أمير وضد مواطنين، وظل الغالبية يتحدثون عن هذا الاتهام بين محتف ومعترض عليه ولكل أهدافه، ولكن لأن الوطن للجميع وكلمة والد الجميع للمواطنين تحمل تأكيداً وتحذيراً وتوجيهاً بأن لا أحد فوق القانون فقد سعدنا يوم أمس باعتذار صاحب التصريح مِن مَن أساء لهم واتهمهم دون حق وبإمارة منطقة الرياض، وفي المكان تأكيد أن الموضوع أكبر من أن يكون رياضياً تنافسياً بين ناديين، وفي الاعتذار وقبوله رسالة للجميع أن من يتجاوز سيطبق بحقه القانون، فالوطن وكرامة الإنسان فيه خط أحمر لن يسمح لكائن من كان بتجاوزه أياً كانت صفته واسمه ومكانته.. فسالم ونواف مواطنان حماهما الوطن ورجال الوطن من تجاوز الأمير ممدوح بن عبدالرحمن، وفي ذلك رسالة من وطن الخير والنماء لأبنائه أن كرامتهم محفوظة وحقوقهم مصانة.. شكراً لك يا وطني فقد قطعت الطريق على من يتربص بك، ومن يريد أن يؤكد الفئوية.. شكراً لأمير الرياض سمو الأمير خالد بن بندر الذي نفذ توجيهات الملك المحبوب بعبارته الأشهر والأجمل «لكم ما لنا وعليكم ما علينا» والمجد للمملكة العربية السعودية.