كان أمراً مفزعاً ومحزناً نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز.. خبراً مفزعاً لكل محبي الأمير المهذب والراقي الذي عُرف بالتعامل مع الجميع برقي، فهو لا يفرّق بين منسوبي الوسط الرياضي الذين يعتبرون الفقيد صديقهم الحميم الذي يجمع ولا يفرّق، يقرّب ولا يبعد، يمتلك أعصابه في أحلك الظروف ويوصل وجهة نظره وعتبه وإشاداته بأسلوب لا تمتلك معه إلا احترامه وتقديره ومحبته..
لا شكَّ أن فقد الأمير تركي يعد خسارة كبيرة للإعلام بصفة عامة والرياضي منه بصفة خاصة، فقد فرض بشخصيته وتفوقه ووطنيته أسلوباً مختلفاً في العمل والتعامل..
كان -رحمه الله- يعد القنوات الرياضية مسؤوليته، وكان يحرص أن تكون وطنية في تعاملها مع الأحداث والمناسبات والمنافسات حتى بات لهذه القنوات اسم وهيبة ومكانة بفضل وجود شخصية بحجم وقامة ومكانة تركي بن سلطان بن عبدالعزيز..
كان -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- يتعامل مع الأحداث ومع الأشخاص بمهنية عالية الجودة، فرغم عتبه أحياناً واعتراضه أحياناً أخرى إلا أنه أبداً لم يحيد عن تعامله ولم يتحدث لا من قريب أو من بعيد عن شخصيته الاعتبارية أو اسمه أو منصبه.. لذلك فهو رجل اتفق عليه الغالبية ممن يعرفونه واتفق عليه كل من تعامل معه وأحبه كل من اتفق أو اختلف معه، فقد كان مدرسة في فن الاختلاف الذي ينتهي غالباً إلى اتفاق، فهو ينتقد العمل ولا يرضى بالخطأ دون المساس أو نقد الأشخاص، لهذا نجح في إعادة صياغة القنوات الرياضية وروضها من الاندفاع إلى التعاطي مع الأحداث وفق المصلحة الوطنية العليا..
رحمك الله يا أبا عبدالعزيز وأسكنك فسيح جناته، فقد كنت نعم المسؤول، ونعم الأخ الموجه وستظل ذكراك باقية نستحضرها دائماً لندعو لك ونرجو الله العزيز أن يرفع منزلتك في عليين ويسبغ عليك شآبيب رحمته وعفوه.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.