في أعقاب الغزو العراقي للكويت عام 1990م، التقيت للمرة الأولى بالشيخ أحمد الفهد، كانت وقتها بلده محتلة، ووالده مستشهد، لكنه كان رجلاً صامداً صبوراً جلداً ومتطلعاً للمستقبل، فخرجت بحديث صحفي رياضي سياسي من رجل فاجأني بهدوئه وذكائه واهتمامه بأبناء بلده، وكان حديثاً مثيراً لقي أصداءً وردود فعل واسعة.
والتقيت بعدها بالشيخ في مناسبات أخرى فظل هو هو، الرجل الديمقراطي المتواضع المتوازن بآرائه وتصرفاته حتى وهو يتبوأ منصباً في الحكومة الكويتية.
ظل أحمد الفهد هو أحمد الفهد، شجاعاً ومقداماً لا يهتم بردود الأفعال حتى لو نالت من شخصه كما حدث في انتخابات الاتحاد الآسيوي 2009م التي واجه فيها محمد بن همام في بلده قطر، وكاد يبعده عن كرسي اتحاد القارة..
ولأن «الفهد» ما يهرول عبث، فقد عاد أحمد الفهد ليقود بنفسه حملة الشيخ سلمان بن إبراهيم للفوز بكرسي الرئاسة في 2013م فأشعل الساحة الإعلامية وصنع الحدث بدهاء ليترك للآخرين ردة الفعل ويمضي هو بقيادة سفينة سلمان إلى أن تحقق الانتصار المدوي، فتوج سلمان بن إبراهيم رئيساً للاتحاد الآسيوي بفارق أصوات تاريخي وقياسي، سبعة وعشرون صوتاً (!!)، ليكشف الفهد أن الإعلام العربي - وبكل أسف - وبغالبيته هو ظاهرة صوتية ليس إلا..!
فمن تابع قنوات وصحفا عدة اعتقد أن يوسف السركال الرئيس لم يبق له إلا التتويج، بل إن الحديث عن أحمد الفهد كان مسيئاً وفيه الكثير من التجاوزات بحق شخصية ذنبها وجريمتها أنها تعرف طريق النجاح جيداً ويعرف أيضاً من أين وكيف ومتى تؤكل الكتف..
فبطل الخميس الآسيوي الأبيض لم يكتف بقيادة سلمان بن إبراهيم لكرسي الآسيوي، بل وضعه عضواً في «تنفيذية الفيفا» بفارق عشرة أصوات عن المسؤول عن ملف تنظيم قطر لكأس العالم 2022م حسن الزوادي وهو انتصار مزدوج للفهد، الذي أصبح أهم رياضي في القارة الصفراء، فقد انتزع مقعد الرئاسة ومقعد تنفيذية الفيفا بالعمل العلمي والإدارة المثالية لملف انتخابي شائك ومقلق كان فيه الفهد قد مضى بثقة لتحقيق هدفه فيما آخرون ما زالوا يتحدثون عن الوفاق العربي الذي يستخدم بمناسبة وبدونها حتى مل الجميع من سماع هذا الشعار المستهلك الذي ربما يستبدل هذه الأيام بشعار «الفهد ما يهرول عبث».