لو عمل استفتاء رياضي في مثل هذا الوقت من العام الماضي عن التوقع بمن سيكون بطل الدوري لهذا العام فبالتأكيد لن يكون فريق الفتح ضمن الخيارات والإجابات!! ولكن ما حدث هذا الموسم أكد أن الفكر للدهاة الثلاث عبدالعزيز العفالق وأحمد الراشد وفتحي الجبال هزم الكل.. هزم الأسماء الكبيرة والمال والنجوم.
هذا الفكر الخلاق كشف أصحاب التبريرات الذين يجدون حلولاً جاهزة ومعلبة للفشل وتوالي الإخفاقات!
هذا الفكر خلق من فريق وديع ومسالم إلى منافس شرس كشر عن أنيابه فجأة فكسب احترام وحب الأغلبية لأن الناس تحب القوي المستقل الشامخ وهكذا كان الفتح هذا الموسم.
حقيقة أعجبني الثلاثي إياه بهدوئهم وتعاملهم السياسي الذكي مع أحداث الدوري فروضوا الخصوم الأقوياء بتصريحاتهم الرزينة الهادئة المحترمة التي استمدوها من تربيتهم ومن كفاءتهم العلمية ومن فروسيتهم كما أنهم بهذه التصريحات أبعدوا الفريق عن الضغوط فمع الثلث الأخير من الدوري كانت أقوالهم واحدة.. نريد المشاركة آسيوياً وبالتأكيد لديهم طموحات أكبر فالدوري هدفهم رغم صعوبته ولكنهم يعلمون أن إعلان الطموح سيضغط على الفريق وسيخسر الوصول للهدف المتخمر برأس الثلاثي الخطير المكير الذي سيطر حتى على تصريحات اللاعبين فسارت في نفس النهج والطريق حتى المركز الإعلامي الفتحاوي ومدير الفريق كانوا ينفذون خطة العبور لمنصة التتويج بحذافيرها.. الكل كان متجاوبا مع الخطة المرسومة بدهاء وخبث رياضي غير عادي حتى تحقق الهدف وصعد الفتح أولاً يتقدم الأندية في أقوى وأهم وأصعب البطولات ووضعوا الأحساء الغالية في واجهة الأحداث الرياضية بعد أن كانت على الهامش من حيث الإنجازات الكبرى التي استأثرت بها الرياض وجدة والدمام فقط ولكن الفتح فتح آفاقاً واسعة للأحساء وشبابها وللطامحين في تقليده والوصول لما وصل إليه بعد أن كان المحبطون يعتقدون أن إنجازا بحجم الدوري لن يتحقق إلا لأندية معينة ولكن الفتح كشف المحبطين ومن استسلموا للمظلومية ومن اخترعوا المؤامرات والتبريرات للهروب من واقعهم.
وبعدما تحقق للفتح وبهذه الطريقة وهذا الأسلوب أعتقد أن الثلاثي الذهبي خدعونا جميعاً ونجحوا في خدعتهم.
ألم يقل المحاربون إن الحرب خدعة وهم محاربون خدعونا بدهاء فاستحقوا الثناء والإشادة فقد كتبوا تاريخاً جديداً ورسموا خارطة طريق جديدة للرياضة السعودية وقلبوا الموازين بالعمل والفكر وقليل من المال، نعم لقد غيروا خارطة الكرة السعودية بأسلوب فريد وبفريق لا يستطيع أن يحصل ما حصل عليه لو لم يوجد هذا الثلاثي الذي من حق الوطن على أبنائه وأقصد العفالق والراشد أن يساهموا مع زملائهم في اتحاد الكرة في خدمة منتخباتنا الوطنية، فقد أثبتوا أن الإدارة علم وفن ومكر وكرتنا الخضراء بحاجة لهكذا عقليات تتميز بالوعي والفكر والدهاء واحترام الخصوم حتى الترويض.