لم يكن الفريق الشبابي بحاجة لخسارة جديدة وبرباعية أصبحت معتادة، أقول لم يكن يحتاج لكل تلك الكمية من الأهداف ليتعرّف مسيرو الفريق على علته ويشخصوا مرضه، فمنذ الخسارة من الفتح قبل 14 شهراً التي أشعلت الشرارة الأولى والفريق يترنح بين الكتابة في سطر وترك سطر آخر.
.. ثم بدأت المؤشرات تظهر شيئاً فشيئاً حيث الخسارة من الاتفاق بثلاثية ثم من الجيش في البطولة الآسيوية وبذات النتيجة، ليختم موسمه في كأس الأبطال بخسارة رباعية أخرى من الفريق الاتحادي، ولأن الأخطاء لم تجد عملاً جاداً ليتم تلافيها فترة المعسكر ولا تعاقدات أجنبية ذات قيمة، وجدنا الفريق يفتتح موسمه الجديد كما بدأه وبرباعية من ذات الفريق وبذات اللاعبين وبشكل يؤكد أنه لم يكن هنالك أدنى قراءة لما كان من أخطاء، ليأتي الخروج الآسيوي متوقعاً وموجعاً لمحبي الليث، قبل أن يسقط الفريق بالضربة القاضية مساء الجمعة برباعية زرقاء أضحت أشبه بالماركة المسجلة بمرمى الفريق، وباعتقادي فالليث سيطول مرضه إن لم يكن هنالك وصفة علاجية ناجعة تخرجه من وعكته، ولعل أهم ما يجب أن تتضمنه وصفة الشفاء ما يلي:
- حسم رئيس النادي لموقفه بالاستمرار من عدمه، فحالة اللا استقرار الإداري تؤثر بشكل كبير على الفريق، فعندما يلف وضع الإدارة الغموض ويصبح وضع الرئيس معلقاً، يكون اللاعبون والجهاز الفني في وضع مشتت ينعكس سلباً على مستوى الفريق، وهذا ما عبر عنه صراحة اللاعب حسن معاذ بعد نهاية لقاء الشباب بالهلال.
- الإحلال، بالاستغناء عن اللاعبين كبار السن الذين لم يعد هناك ما يقدمونه للفريق، بل على العكس رأينا حجم الأخطاء المرتكبة ممن يفترض فيهم الخبرة، ولكن يبدو أن عجلة الزمن سبقتهم، ووضعت أحكامها على عضلاتهم، ولا أدري حقيقة كيف للاعبين تتكرر أخطاؤهم منذ أكثر من عام ومازالوا في القائمة الأساسية، والغريب أن الفريق الأولمبي الذي حصل على البطولة منذ 3 سنوات لم نر لاعباً منه يتم الزج به، في حين أن لاعباً مثل فهد المولد شارك مع فريقه الاتحاد وهو بعمر الثامنة عشر، وكذا مصطفى بصاص مع الفريق الأهلاوي، وكلا اللاعبين الآن في قائمة الأخضر، الثقة مطلب، والدكة تغتال المواهب الشبابية يوماً بعد آخر.
- إقالة مدرب الفريق، فإيميليو فيريرا لازال يقبع تحت تأثير قناعات الراحل برودوم، وذات الفلسفة التي نحرت الفريق إبان فترة برودوم تتكرر مع خليفته، فالدفاع على حاله وأسوأ، واللاعبون الصغار ينتظرون الفرصة وبلا بوادر لذلك، فضلاً على أن تدخلات المدرب الفنية بليدة جداً، ولعل أبسط متابع يستنتج ذلك، فلكم أن تتخيلوا أن فريقاً خاسراً وبرباعية ومدربه يكتفي بتغيير لاعبٍ بلاعب فرأس الحربة يستبدله بآخر، والظهير الأيمن يخرجه ليحل آخر بنفس الخانة، أي فكر تدريبي يمكن أن ينجح كهذا وهو من يستبدل مركزاً بمركز.
- تسريح اللاعبين الأجانب والذين ثبت فشلهم عدا رافينها، فالكوري كواك أصابته عدوى المدافعين وأصبح يماثل من بجانبه في المستوى، وفرناندو وبعد أن أخذ منه العمر مأخذه أضحى لاعباً ثقيلاً لا يجاري سرعة لاعبي الوسط بالفرق المنافسة ولا حتى محاولة فريقه في الهجمات المرتدة، أما اللاعب الأغرب وهو أشبه بسر غامض فهو الكولمبي توريس فمنذ قدم ومشاركاته متقطعة وكان الحديث في البداية عن إصابته ثم وجدناه يشارك مع منتخب بلاده ليعود ويشارك على استحياء، فاللاعب لا يقدم ما يماثل قيمته الفنية فلا يلتحم ولا يبذل أي جهد، بل إنه وهو من حضر للفريق ليكون الإضافة بصناعة اللعب لم يوقع سوى على هدف واحد منذ بداية الموسم، وبظني أن تسريح الأجانب مع بقية العواجيز من اللاعبين المواطنين سيمنح اللاعبين الصغار الفرصة للمشاركة وبالتالي تفجر مواهبهم والتي أكلت عليها الدكة وشرب عليها التهميش.
- أخيراً، محاسبة اللاعبين، فحالة الاستهتار واللا مبالاة استشرت في جسد الفريق، وأصبحنا نشاهد الكثير من لاعبي الفريق الشبابي وهم يتمشون داخل الملعب، وانعدمت روح القتالية والحماسة من نفوسهم، بدليل تكرار الخسائر وبنتائج ثقيلة وبذات الأدوات ودونما ردة فعل حقيقية تعيد للفريق هيبته والتي لطختها أقدام بعض اللاعبين بأخطاء أقل ما توصف بأنه بدائية.
من هنا وهناك
- النصر والهلال يكتبان سطور تميزهما في الدوري، والبقية أشبه بالمتفرجين في كل جولة.
- عبد الله العنزي، مباراة وأخرى يثبت تميزه، هدف وحيد في شباكه في ثماني جولات إنجاز يستحق الإشادة.
- ناصر الشمراني، حضور فني وتهديفي في كل مباراة، يشوه كل ذلك بتصريحاته المسيئة تجاه جماهير ناديه السابق.
- وليد عبد ربه، أخطاء كوارثية وبالجملة في العديد من المباريات، ومع هذا لازال يشارك أساسيا!
خاتمة
وترى الكريم لمن يعاشر منصفًا
وترى اللئيم مجانب الإنصافِ