الشباب بين مطرقة التحكيم وسندان الشيخوخة!

يبدو أن المصائب لا تأتي فرادى كما يقولون على البيت الشبابي، فبعد غصة الألم التي أصابت محبيه من بعد السقوط الآسيوي مما استدعى رحيل مدربه، تسلّم الحكام زمام الأمور وأجهزوا على ما تبقى من الجسد الشبابي المثخن أصلاً بالجراح، فقد كانت مباراتا الليث التاليتين بعد الخروج الآسيوي مع الفتح والفيصلي حبلى بالكثير من الأخطاء التحكيمية والتي سلبت الليوث حقهم في نقاط المباراتين، وكأني بحال التحكيم يتضامن مع المستوى الفني الباهت للفريق والذي ما زال يدور بفلكه منذ بدء الموسم الرياضي، فالحكام وبصافراتهم كانوا قد سلبوا بآخر مباراتين أربع نقاط كانت كفيلة بجعل الليث قريباً من الصدارة بحيث لا يفصله عن المتصدرين سوى نقطة واحدة.

ويبدو أنه لو قيّض للمباراتين السلامة من الأخطاء التحكيمية لكانت تلك النغمة الحزينة والتي تتحدث عن سوء الفريق الفني قد اختفت، عموماً بعيداً عن التحكيم ومستواه الهزيل ليس فقط على الشباب، بل في أغلب المباريات والذي أصبح سمة بارزة لهذا الموسم، بعيداً عن هذا الجانب، لا يمكن إنكار أن الفريق أصبح في وضع فني لا يسر محبيه، وأضحى ما يقدّمه في الملعب لوحة فنية باهتة الألوان، فاللاعبون وكأنهم لم يستيقظوا بعد من الخروج الآسيوي، والجهاز الفني الجديد ما زال يعيش في جلباب المدرب السابق، وبالتالي رأينا ذات اللاعبين والذين يقدّمون أسوأ مستوياتهم يشاركون بشكل متواصل، وكأن الإدارة والمدرب راضون تمام الرضا عن هذا العزف النشاز الذي تقدّمه الفرقة الشبابية!

وحقيقةً فإني أستغرب أشد الاستغراب من عدم مناقشة المدرب الجديد في عدم الإحلال بالفريق، فالشيخوخة غزت جسد الليث في الكثير من تقاطيع وجهه، فقلبا الدفاع ولاعبو الوسط تجاوزوا الثلاثين ربيعاً، وأصبحت قدرتهم على مواجهة الفرق الأكثر حيوية شبه مستحيلة، بل إن الفريق يبدأ رتمه بالهبوط في الشوط الثاني لهذا السبب تحديداً، ولذلك فليس سراً أن الفريق قد قبل رباعية اتحادية وثنائية من الرائد وهدف الفتح كلها خلال الشوط الثاني، بعد أن كانت الشباك نظيفة في الشوط الأول، وبرأيي المتواضع فلا يمكن تفسير هذا الأمر إلا بسبب كبر سن اللاعبين وبالتالي استنزاف جهدهم خلال مجريات الشوط الأول، والغريب أنه علاوة على كبر سن اللاعبين لا يقدمون الكثير من العمل الفني داخل الملعب مما يجعل المتابع حائراً في كيفية ثبات المدرب على عناصر لا تخدم الفريق ولا تقدم المأمول.

عموماً وعطفاً على المباريات السابقة أصبح التفكير بمستقبل الفريق يبعث على القلق في نفوس محبيه، وبظني لو فكرت الإدارة الشبابية بمعية الجهاز الفني التضحية بحظوظ الفريق في الدوري الصعبة أصلاً، والبدء بمشروع الإحلال عاجلاً، سيجني الفريق في القريب العاجل نتاج ذلك، وخصوصاً أن أغلب الأساسيين أعطوا من الفرص الكثير ولم يقدّموا ما يشفع لهم، وأعتقد أن تجربة الاتحاد في العام الماضي تستحق الاستنساخ بعد أن تم إحالة الكبار إلى التقاعد والبدء بمشروع (تشبيب) الفريق مما جعل الفريق يقطف ثمار ذلك في بطولة الأبطال وأصبح الفريق الآن من الفرق التي يشار لها بالبنان نظير ما يقدمه على أرض الملعب وبعناصر جلها من الفئة الشابة، وحري بالقول إن تجربة الإحلال ليست بغريبة على الفريق الشبابي تحديداً، فالفريق في عام 2000م كان قد غيّر جسد الفريق بشكل شبه كامل، وقام بالتخلص من أغلب اللاعبين الذي بلغ بهم العمر مبلغه وأصبحوا لا يقدمون الإضافة، فماذا كانت النتيجة؟ الفريق بعد عامين عاد للمنافسة ولم يمض مثلهما إلا وحقق الدوري.

لذلك فلا أرى مجدياً تضييع الوقت في منح الفرص لبعض الكبار، والبدء فوراً بالاستفادة من عناصر الفريق الأولمبي والذين يقدمون أفضل المستويات، إضافة للاعبين الشباب والذين ملوا من دكة الاحتياط كبدر السليطين وفهد الدوسري وعبد الرحمن البركة وغيرهم، وقطعاًً مع إعطاء اللاعبين الصغار الثقة ومع تتالي المباريات حتماً سيصبح حال الفريق أفضل، حيث الحماسة والدافعية لدى اللاعبين أكبر، ومع هكذا خطوة ومع حلول فترة الانتقالات الشتوية واستثمارها باستبدال بعض العناصر الأجنبية التي لم تقدم ما يشفع لبقائها، عندها يمكن لمحبي الليث التفكير والحلم بإحدى بطولات الكؤوس، علاوة على تقديم وجه مرضي في البطولة الآسيوية القادمة بإذن الله.

الفئات السنية.. اللوحة الأجمل

على النقيض من الفريق الأول وما يقدمه من حضور باهت هذا الموسم، نجد أن الفئات السنية بالفريق الشبابي تقدم هذه الأيام الكثير من الحضور الجميل في فئاتها المختلفة، حيث يتصدر فريقا الشباب والأولمبي منافساتهما، في حين يحل فريق الناشئين وصيفاً في مجموعته، وأعتقد أن الإدارة تلافت الكثير من سلبيات العمل في ذلك القطاع، من خلال إعادة وتعيين العناصر الشبابية في المهام الإدارية مع الإضافة الفنية من خلال الاستغناء عن بعض المدربين في الموسم الماضي واستبدالهم بمن هم أكثر كفاءة واستقطاب بعض اللاعبين المميزين من صغار السن، مما جعل محبي الليث أكثر تفاؤلاً بمستقبل الفريق بعد أن كانت الفئات السنية في المواسم السابقة محل نقد واستياء من العشاق.

من هنا وهناك

- الحلم الآسيوي بالتنظيم هل أصبح قريباً من التحقيق أم سيصطدم كالعادة مع بعض المعوقات البيروقراطية.

- بعد رحيل برودوم الشبابي والاستغناء عن بلاتشي مدرب النهضة، يبدو أن بوصلة الإقصاء تتجه لبوكير مدرب الاتفاق.

- لجنة الانضباط أصبحت لا تعمل إلا بشكوى رسمية، وحال كهذه يجعل العلاقات بين الأندية هي المتحكم بالشكوى من عدمها، أين العدالة؟

- لجنة التحكيم ومع كثرة الأخطاء، أصبحت في وضع لا يحسد عليه، ولذلك لم نستغرب أن نرى حكماً يرتكب الهفوات الكبيرة ونجده يكلف بالجولة التالية.

تويتر: @sa3dals3ud