مظلوم لا تكلمني!

في حين حفلت شبكات التواصل الاجتماعي بهاشتاق (متصدر لا تكلمني) من قبل محبي الفريق النصراوي، في إشارة لتصدر فريقهم لجولات الدوري الماضية واحتفاليةً بما قدمه الفريق قبل التوقف، كان بالمقابل هنالك لت وعجن حول مستوى التحكيم ودوره في تعطيل مسيرة فرق أو دفعها للأمام نظير الأخطاء المتعددة لقضاة الملاعب، حتى تبارى مسئولو الفرق في التظلم من ذلك، فشاهدنا رئيس الهلال يتحدث عما نال فريقه حتى إنه أعلنها صراحةً: لو أن النظام يسمح لطلب في كل مباراة لناديه طاقم حكام أجانب وهو ما يجعلني أستغرب منه عدم طلب أجانب للقاء الاتحاد والشباب، وعلى ذات المنوال وجدنا المتصدر يتحدث مسيروه ومحبوه عن أخطاء حكام مباراة العروبة ودورهم في تعطيل مسيرة فريقهم حتى اكتظت الصحف بمقالات محبيه، وليس بعيداً من ذلك ما صرح به رئيس نادي الأهلي بتقصّد حكم مباراة فريقهم ضد الاتحاد باحتساب ركلة جزاء وهمية، حيث هدد بعدم السكوت عن أي خطأ يصدر بعد ذلك، وباتجاه ذات النغمة عزفت الإدارة الاتحادية ولكن بطريقة مختلفة، حيث كانت البيانات هي السبيل لهذا الاحتجاج حول ما نال فريقهم من أخطاء من الحكام حيث تمت صياغتها بأسلوب هو أقرب للتهديد.

وبمنأى عن ضجيج كل تلك الفرق وجدنا مسيرو الليث هم الأقل حديثاً عن الحكام، حتى خيّل للمتابع أن مباريات الفريق كانت خالية من الأخطاء التحكيمية كاملة الدسم ضد الليوث، لكن ما أوضحته التقارير الصحفية كان خلاف ذلك، وما ذكره المحللون التحكيميون يؤكد أن الفريق كان الأكثر تعرضاً لأخطاء الحكام، حيث لم تحتسب له جزائية أمام الرائد كما يفترض طرد لاعب الرائد برونو في تلك المباراة علاوة على أن أحد هدفي الرائد لم يكن صحيحاً لوجود اللاعب في الهدف الثاني متسللاً، لكن ما هوّن الأمر هو أن الفريق فاز بتلك المباراة لذا لم تكن الأخطاء مؤثرة، لكن في المباراتين التاليتين لها والتي تعادل بهما أمام الفتح والفيصلي فقد بسبب أخطاء قضاة الملاعب أربع نقاط كانت كفيلة بجعل الفريق متصدراً ولربما كان محبوه هم من يرددون: (متصدر لا تكلمني)، ففي لقاء الفتح كان يفترض طرد اللاعب شافي الدوسري وكذلك هنالك ضربة جزاء لليوث لم تحتسب، وأعتقد واحدا من هذين الخطأين كان كفيلا بجلب نقاط المباراة الثلاث، وكذا حدث ذات الأمر مع الفيصلي ففي الدقيقة الثامنة والعشرين كانت هنالك ركلة جزاء أوضح من الشمس في رابعة النهار لصالح اللاعب حسن معاذ، لكن كالعادة لم يرها حكم المباراة، وكانت السبب أيضاً في ضياع نقطتين من بنك الفريق بالدوري، ولعل آخر مباراة لليث والتي انتصر فيها على فريق الاتفاق لم تخل أيضاً من تلك الأخطاء حيث تجاوزت الصافرة ركلة جزاء شبابية، كما أن الكرت الأحمر لم يظهر بوجه اللاعب جمعان الجمعان، لكن هذه المباراة كلقاء الرائد، ما خفف جذوة غضب محبي الليث هو حصول الفريق على نقاط المباراة.

عموماً وعطفاً على ما سبق من أخطاء تحدث عنها المستشار التحكيمي للفريق الشبابي الأستاذ ممدوح المرداسي، وأشار إلى الكثير منها محلل القناة الرياضية الأستاذ عبد الرحمن الزيد، ومر على بعضها الأستاذ محمد الفودة، بل وأُفردت لها تقارير صحفية تؤكد أن الليوث كانوا هم الأكثر تعرضاً للصافرات الخاطئة، والتي كانت سبباً في وجود الفريق في المركز الرابع، وبفاصل ثلاث نقاط عن المتصدر النصر، وكان يمكن لليث أن يكون هو من في أعلى سلم الترتيب لو نال حقه في مباراتي الفتح والفيصلي، وبسبب هذا الظلم الكبير الذي تعرض له الفريق الشبابي، وجدنا محبيه عبر تويتر يفعّلون عبارة تتحدث عن معاناتهم حيث اختاروا لها هاشتاق: (مظلوم لا تكلمني)، أوضحوا من خلالها حجم الأخطاء التي ارتكبت في حق فريقهم، ومدى ما نالهم من ظلم جراء ذلك، وابتعدوا من خلال ذلك عن الإساءة لأحد، وكانوا بمنأى عن الثرثرة التي لا طائل منها، بل كانت البراهين والمقاطع والاستدلال بالمتخصصين هي تعبيرهم الصادق في هذا الهاشتاق، بعيداً عن الباحثين عن الإثارة و (الأكشن) والذين لا هم لهم سوى تسويق بضاعتهم الكاسدة من خلال التعصب الممجوج والضرب على وتر الميول، وهي البضاعة التي لا يستسيغ الشبابيون تذوقها ولا يحسنون حتى مشاهدتها.

قليل من العقلانية يا ليوث

رحيل الأستاذ طارق النوفل من المركز الإعلامي في نادي الشباب أراه خسارة كبيرة للفريق، فحتى لو كان للنوفل بعض الأخطاء شأنه في ذلك شأن كل من يعمل، إلا أن بصماته الواضحة في المركز الإعلامي الشبابي لا تنكر، أما حديث بعض محبي الشباب عن ميول الأستاذ طارق السابقة، فبأمانة هذا الأمر يفترض ألا يسيل الكثير من الحبر، فالمعيار في الأمر في ذلك هو العمل، والمحاسبة يجب أن تكون على هذا الأساس، ولو افترضنا صحة نصراويته كما روجها البعض قبل عمله في النادي، أليس الرئيس الشبابي كان سابقاً عضو شرف في النادي العالمي، هل أثر ذلك على عمله أو جعله يقصر في مسئولياته، على العكس من ذلك، سبع سنوات كانت مرهقة له مادياً وبدنيا، وكانت مثمرة للنادي بطولات بأكثر من عدد سنواتها، بل إن الرجل في آخر ظهور تلفزيوني له قال: لقد علمت أولادي حب الشباب، فهل بعد هذا الكلام من كلام، ولذا أتمنى من محبي النادي النأي بخلافاتهم الشخصية جانباً، والانتقاد من أجل الإصلاح، أخيراً أستغرب من بعض الشبابيين والذين لازالوا يقعون بفخ التصنيف، صحيح أن هنالك بعضاً ممن يعمل بالنادي لم نر له دوراً واضحاً يستحق معه البقاء، ولكن هذا لا يعني أن بقاء الآخرين ممن أثبتوا كفاءتهم معيباً، فهذا مالك تشيلسي عندما اشترى النادي قبل سنوات تعاقد مع المدير التنفيذي لمانشستر يونايتد، وكل ذلك في سبيل جودة العمل وتحقيق البطولات، فهل عابه أحد هناك، بل على العكس الكل صفق، أما مقولة الشباب للشبابيين فقط، فلا أدري ماذا يمكن أن نقول مثلاً عن لاعبي الفريق والذي لا يتواجد في قائمته الأساسية سوى أحمد عطيف ومعاذ ووليد ممن تدرجوا من الفئات السنية بالنادي، قليل من العقلانية يا هؤلاء.

تويتر: @sa3dals3ud