كنت قد حذرت الفريق الشبابي في مقالة الأسبوع الماضي من مغبة الثقة المفرطة وعدم الحذر أو تذكر دروس الماضي عند مواجهة الفريق الياباني، بل إني استعدت من ذاكرتي مواجهة سامسونج الكوري تحديداً والتي خشيت من تكرار سيناريو تلك المباراة من حيث النتيجة الإيجابية في الذهاب والتقدم في الإياب قبل أن يسقط الفريق، وللأسف حدث بالضبط ما كنت أُحذّر منه، فتقدم الليث أمام كاشيوا وظن الجميع أن الفرح حل، قبل أن يتدثر سماء الرياض الحزن بغطاء التعادل الأشبه بخسارة.
عموماً الحديث عن تفاصيل المباراة واختزال الخروج في ما حدث فيها، أظنه تسطيح للواقع، وتهميش للحقيقة، فبظني أن الليث كان ذاهباً للخروج من البطولة عاجلاً أو أجلاً، فلو تجاوز كاشيوا كان سيصطدم بفريق قوانزو، وأعتقد أن الزاد البشري والفكر التكتيكي للفريق لم يكن يسعفه لتجاوز تلك المهمة، فللأسف الفريق في الصيف ضيّع اللبن كما يُقال، فالتحضير لم يكن على المأمول، والنتائج كانت تنذر بالخروج، وما كان من عمل وقتئذ لم يكن يبعث أصلاً على التفاؤل.
نعم ففريق يئن دفاعاً بـ 36 هدفاً في الدوري فقط، ويخرج من كأس ولي العهد بثلاثية من الرائد، ويختتم موسمه برباعية الاتحاد في كأس الأبطال، فريق كهذا دفاعه ليس هشاً فقط، بل شارعاً فسيحاً للمنافسين، كان يفترض أن يوجه العمل أولاً لتلك المنطقة، سواءً بانتدابات أجنبية أو حتى استقطابات محلية، لكن ما حدث بالصيف لم يكن يتوقعه أحدٌ، همّش المدرب وبمعية الإدارة تلك الثغرة، وظلت الأسماء كما هي، ولذلك لم يكن مُفاجئاً أن يكون هذا الخروج الآسيوي، بل إن بوادره كانت واضحة للعيان سواءً بالمباريات الودية أو حتى اللقاء الافتتاحي للدوري، والذي أماط اللثام على أن عمل (الكوتش) طوال الصيف لم يكن أكثر من الفرجة على هذا الخلل، كما أن الإدارة مساءلة هي الأخرى عن السكوت على هذه المعضلة والتي تحدث عنها القاصي والداني.
أما بقية الأخطاء فلا أظنها تخفى على الجميع، سواءً بعدم ظهور توريس بمستوى يبرر قدومه، أو حتى تواجد رافينها بمركز لم يكن يحتاجه الفريق، بل إن رافينها تحديداً أصبح معطلاً لانطلاقات حسن معاذ ومقيداً لتقدمه، ولا أريد أن أصب الزيت على النار في الحديث عن اقتصار الهجوم على لاعبي صندوق فقط، فالأخطاء كانت واضحة للجميع ولا تحتاج للمزيد من الحبر.
عموماً البكاء على اللبن المسكوب قد لا يفيد، لأنه كما قلت في الصيف أصلاً ضاع، لكني أتحدث عن ماهية القادم لفريق اعتدنا منه المتعة، وكان مدرسة للعب الجماعي، ومحط أنظار المعجبين بالكرة الشاملة، فالفريق وبعد أن تحرر من الفكر (البرودومي) عليه العودة لتقاليده السابقة، والإيمان بأن السقوط وحده لا يعني الفشل، لكن الفشل الحقيقي هو البقاء حيث سقط، وأعتقد أن الإيمان بالقدرات الشابة من اللاعبين، والعمل على الجانب النفسي للفريق، ومحاولة تلمس الاحتياجات للتحرك في فترة الانتقالات الشتوية، كل تلك قد تعيد الأبيض الجميل للواجهة، وبالتأكيد فالخروج من بطولة لا يعني الخروج من الموسم، فالدوري ما زال في بداياته، وهناك كذلك كأس الأبطال وكأس ولي العهد، إضافةً لمعاودة المغامرة في البطولة الآسيوية إن تم منح السعودية المقاعد الكاملة.
الحكام ينحرون الفرق!!
أسبوعاً بعد آخر، ومباراة وأخرى، ما زال مسلسل التحكيم الهزيل مستمراً، وبشكل يجعل المتابع يمل من هذا العرض السيئ والأداء المتدني لأبطاله، فالهفوات جولة عن أخرى تزيد، والأخطاء تحرم الفرق من حقها بصافرة ظالمة من حكم بليد، وأعتقد أن الحديث عن منح الفرصة للصافرة المحلية والتعامي عن كل تلك الأخطاء الكبيرة أصبح أشبه بالتغريد خارج السرب، فمستويات الثقة بين الحكام والفرق أصبحت في الحضيض وبيان الاتحاد أعتقد أنه لن يكون الأخير، بل إن الجودة أصلاً بأغلب الحكام شبه مفقودة، وبرأيي أن أولى حركات الإصلاح في الجسد التحكيمي هو إقالة رئيس اللجنة الأستاذ عمر المهنا، فهو المسئول الأول عن اللجنة وما تقدمه من عمل تحكيمي، فقد قارب عمل المهنا كرئيس للجنة الأربعة أعوام، ولم نر جديداً بل أصبح الحال أضعف مما كان، كما أن منح الفرق حريتها بطلب طواقم أجنبية دون تحديدها بعدد هو أبسط حق لها، خصوصاً مع كمية هذه الأخطاء، إضافةً إلى أنها أصلاً هي من يتكفل بمبالغ قدومهم، ولا أدري إلى متى مطلوب من الفرق أن تدفع ثمن أخطاء حكام ولجنة؟!!
من هنا وهناك
- ما زال رئيس التعاون الأستاذ محمد القاسم يعطي دروساً بالرقي، ويقدم لوحة ناصعة البياض للإدارة الرياضية، فبعد إعلانه مساندة الليوث في المهمة الآسيوية، وجدناه يعلن تبرعه بدخل مباراة فريقه مع الاتفاق لصالح أسرة لاعب الرائد الراحل محمد النودلي - رحمه الله -.
- يواصل الفريق النصراوي عروضه المميزة جولة بعد أخرى، وبشكل يرفع معه درجة التفاؤل وسقف الطموح لمحبي الفريق في الحصول على بطولة هذا الموسم، عموماً المتتبع للعمل الكبير والجبار للإدارة النصراوية قبل بدء الموسم لم يستغرب هذا الحضور اللافت.
- أكثر سوق رائج هذه الأيام، هي سوق محللي التحكيم، فمع كثرة الأخطاء وتعددها في المباريات أصبح الجميع ينتظر ما يقوله المحلل الفلاني وما يشرحه العلاني، المضحك أن أولئك المحللين في كل جولة لهم وصف، فمرة يوصف أحدهم بالخبير لأن تحليله وافق ميول متابعيه، ومرة يناله ورأيه سهام الهجوم، فقط لأنه قال رأياً ضد ما يشتهونه!!
تويتر: @sa3dals3ud