مدينة الورد والشعراء والمصطافين
الطائف.. هذه الساحرة الفاتنة الشامخة المتفردة.. بموقعها الجغرافي ومناخها الأخّاذ وتاريخها المشرف ورجالها الكرام سماها الأمير الشاعر خالد الفيصل مدينة الورد يقول الشاعر زيد النفيعي:
راعيها أبو بندر أعطاها مكانتها
مدينة الورد أبو بندر مسمِّيها
الشاعر اللي وصل لحدود غايتها
أخذ لها وقت من وقته ويعطيها
وقد ورد هذان البيتان في قصيدة منها قول شاعرها متغزلاً في مفاتن - الطائف - مدينة الورد والشعراء والمصطافين:
ليلاي لو إنِّي أفصح عن محبتها
هَنّونِي الناس ما احدٍ لامني فيها
واليا سرت نسمة الريح وتمثنتها
تفوح الأطياب من شتَّى نواحيها
أكثر من الفين متر علو هامتها
من فوق سطح البحر واللي حواليها
ولطالما ورد أسماء أماكن شهيرة في الطائف في قصائد كبار الشعراء مثل (الشفاء، الردّف، قروى، شهار، الحويّه)، وغيرها يقول الأمير الشاعر خالد الفيصل:
أنا هاضني بالحيل منظر حمام (شهار)
صلاة العصر يوم انحدر باسفل الوادي
وفي قصيدة أخرى يقول:
سلام يا ساكنٍ (قروى)
لا يا بعد من سكن فيها
ويقول الأمير الشاعر سعود بن بندر - رحمه الله -:
سقى الله ليالي خالدة عشتها واياك
بدرب (الحويّه) بين عشبٍ وغدراني
والطائف مدينة الشعراء منهم - على سبيل المثال لا الحصر -: محمد سعيد الذويبي - مصلح بن عياد الحارثي - مستور العصيمي - مطلق الثبيتي - عواض الشهيب - عبد المحسن نوار - فهد الثبيتي - محمد الشيباني - زيد النفيعي - عبد الله العلاوة - جار الله السواط وغيرهم.
وقبل فترة كنت في ضيافة أحد أصدقائي الأعزاء وزملاء الدراسة الأخ سعود النفيعي الذي أصَرَّ على أن يبعث ذكريات غالية في نفسي بتجولي بصحبته في شهار - قروى - الردّف - الشفاء وغيرها، وتذكرت أبياتا من قصيدة كتبتها قبل ما يقرب من عقدين من الزمان بعد أن بعثت الشجن ذكريات المكان:
يا نسمة الطائف خذي دافي الشوق
من قلبي لأغلى من عشقت بحياتي
قولي له إنَّه ما ثنى حلمي العوق
واليأس ما حطّم أعز أمنياتي
عليه جوفي من لظى الوجد محروق
والحب كم سوَّى بغيري سواتي
جمعنا وقتٍ راح والصدق والذوق
واخلاص ثابت لين يوم المماتي
والله ما أذكر حسِّني منه منطوق
والا ترك لي قسوه فـ.. ذكرياتي
عن السفايف حبنا مرتفع فوق
ماهوب نزوة قرب تقفي وتأتي
عليه شلت الصوت مع كل طاروق
وهلت دموعٍ بالوفاء غارقاتي
ياللي تقول إن كل مطرود ملحوق
لو هو صحيح إن كان جتني مناتي
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com
