بالقدر الذي يحرص بعض الشعراء على الدقة في اختيار موضوعات قصائدهم التي ترى النور - عبر نشرها في وسائل الإعلام المتنوعة - وبالقدر الذي يتأنق الشاعر في اختيار مفرداته في القصيدة، حسب سقف مخزونه اللغوي وثقافته، فإن هذه الأناقة تتوقف ولا تمتد مع الأسف إلى اختيار مفردات أنيقة راقية تعكس انطباعا جميلا عن بعض الشعراء في بعض اللقاءات، سواء الإذاعية، أو المرئية، عبر بعض القنوات الفضائية، وإن كان الرقي في التعاطي مع الآخر مطلبا فإن ما لا خلاف عليه، أن الإساءة للنفس قبل الإساءة للآخرين هي أمر مؤسف، وكما يقول المثل الشعبي (اللي ما يفيد نفسه ما يفيد الناس)، والكلام هنا ليس مرسلا بل محددا لأسماء بعينها كان المؤمل من أصحابها التحفّظ، والحذر والحيطة مما ليس له مبرر من جهة، ومما له تبعات شخصية على أصحابها بموجب النظام، لأن - لكل شيء ضوابط - ومن يتذرَّع بالإثارة غير الموضوعية فهو كمن يُشهِد الناس على خلو ما في جعبته من وعي، ومهنية.
لذا فمن غير المستغرب أن تتحول (اللقافة)، (والنطنطة) إلى البحث عن واسطات (وحب خشوم)، فيما بعد لمجرد تجاوزات بحق الآخرين ما كان لها أن تكون، من ذلك لجوء أحدهم لشخص معروف في الساحة الشعبية على كل الصعد الاجتماعية، والفكرية، والأدبية - كشاعر كبير معروف- للتوسط له وهو ما قام به بحكم مروءته وشهامته، وقال معلقاً بسخريته الهادفة للشخص المتجاوز (وش الله حادّك).