الشفافية هي ما يجمع مدارات شعبية بقرائها ومتابعيها الكرام من روابط محبة وتقدير متبادل نعتز به، لذا فقد اعتدنا بين الفينة والأخرى طرح أصغر تفاصيل ما يدور بوجود نخبة من المثقفين والشعراء المتميزين في الصالونات الأدبية من حوارات، تحت نظر القارئ الكريم ليشاركنا الرأي، لأن كل ما يُقدَّمْ هنا هو من أَجلِه، وقبل أيام قلائل - احتدَّ - النقاش بوجود بعض من يعنيهم الأمر بشكل مباشر كمسؤولين عن بعض القنوات الشعبية الفضائية على الرغم من اتساع صدورهم وهو المُفترض المُستحب كجزء من (الحلم سيّد الأخلاق) الذي يجعلك أمام مرآة ما تُقدِّمه من عمل - مُتَقبَّل - الملاحظات (الموضوعية البحتة) بعيداً عن أي (مجاملة تضر ولا تنفع لأنها تُقدِّم صورة ضبابية تخدع كل الأطراف)، حيث قال أحد الحضور إن المنهجية والمهنية أمر نادر الوجود في بعض القنوات الفضائية الشعبية خصوصاً فيما يخص مواهب الشعراء الشباب وتبنيها في ظل - نمطية تقديم أكل الدهر عليها وشرب لهذا فهي خالية الوفاض من التميُّز في هذا الجانب، واستشهد ببيت من الشعر لأبو العلاء المعري:
إنَّ الشَّبِيبَةَ نارٌ إِنْ أَرَدْتَ بِها
أَمْراً فَبَادِرْهُ إِنّ الدَّهْرَ مُطْفِئُها
وواصل نقده قائلاً: حتى الحلم والنضج كحصيلة تجارب السنين وتراكم مواقفها المتتابعة قد لا يساوي في قيمته في النفوس الحماس للحياة الذي قد يُفَعِّله من يستطيع تجسيد هذا الحماس من خلال مواهب الشباب في الشعر وغيره وتَمثَّل ببيت شهير من الشهر لأبو الطيب المتنبي:
لَيْتَ الحَوادِثَ بَاعَتْنِي الذِي أخَذَتْ
مِنِّي بِحِلْمِي الذِي أَعْطَتْ وتَجْرِيْبِي
وقد كانت الإجابة هي: أن بعض هذه القنوات تبرر هذا العجز والتراجع بقول - شاهد من أهلها - (الجود من الموجود) فهل هو (اعتراف ضمني بغياب المهنية وآلية المواكبة العصرية) - للزمان والمكان - أم عذر الفاشل..؟!
مما جعل أحد الحضور بسخرية هادفة وبمرارة الغيور على الشعر الشعبي الجزل الحقيقي يقاطعه ليقول وهل الشعر السيئ والتحيّز لأسماء معينة دون غيرها على الرغم من ضعف إنتاجها الشعري من منظور نقدي وغياب الشعر الجزل هو محاولة إقناع واهية في ظل تفاوت مستويات الشعر بين ما هو (كائن وما يجب أن يكون). ليكون لسان حال (مستوى واقع الشعر) من منظور نقدي وموضوعي بعيدا عن الشخصنة في بعض القنوات الفضائية، وكما يقول المثل (الكلب الحي خير من الأسد الميت)
. Aliving dog is better than adead lion
وقفة للشاعر بدر الحويفي الحربي:
عن بعض ما نسمع ويُهْرَج تشيَّمت
وسلم الرجال أهل السلوم احترمته
ولو كل ما ثارت عجاجه تحيّزمت
تهت الطريق وكل عاير صدمته