Al Jazirah NewsPaper Friday  29/12/2006G Issue 12510عزيزتـي الجزيرةالجمعة 09 ذو الحجة 1427 هـ  29 ديسمبر2006 م   العدد  12510
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

زمان الجزيرة

الأخيــرة

د. الجهني:
لا نقبل من ابن بخيت نقد مسلّماتنا

نائب رئيس المجلس البلدي بالمويه
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت للكاتب الأستاذ عبدالله بن بخيت فكره التعبوي ضد المسلّمات، ودعوته لنقدها وتفحصها لتكوين شخصية مستقلة، هو يغمز قارئه - وقارئه المواطن السعودي بالضرورة - باستمرار في مقالاته إما صراحة أو ترميزاً في الموضع الحساس الذي تستشعر الغمز فيه بشدة فطرته التي فطره الله عليها، ونشأته التي أنشأه عليها أبواه ومجتمعه وعلمه الذي علمته إياه شريعته التي يقرؤها في كتاب ربه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولقنته إياه مناهج التعليم في دروس المساجد والحلق والمدارس النظامية. فهو يتناول المسلمات بالنقد أو الدعوة إلى نقدها، إما للمسلمات ذاتها في بعض مقالاته، أو لرموز حملتها في أخرى، سواء كانت هذه الرموز هيئات عاملة أو مناهج تعليم. ففي كتاباته تململ من الهيئات ذاتها بشخصيتها الاعتبارية لا من فرد من أفراد وسائلها وطرق عملها التي قد يعتريها الخطأ الموجب للتصحيح، وتململ من المناهج بصفتها الفكرية العلمية العامة لا من فرد من أفراد محتواها اعتراه خطأ موجب للتصحيح.
وقد أثار هذا لدي سؤالاً يتردد على خاطري كلما طالعت للأستاذ عبدالله مقالاً في (يارا) هو سؤال متعدد الاستفهامات واحد الموضوع:
هل للأستاذ عبدالله بن بخيت مسلمات؟! وإذا كانت له مسلمات فما هي؟! وأين تلقاها؟!
* إن كانت للأستاذ مسلمات المواطن السعودي - لأنه مواطن سعودي - فما النقد الذي يعنيه ويعبؤ له؟! وما الذي يعنيه بإضافة النقد إلى المسلمات؟!
- لأن كون المسلمات مسلمات وأخذها هذا الاسم ومسماه يفرض لها حصانة ضد النقد، ويمنع من وضعها على طاولة البحث، أو تحت مجهر النظر، لأنها هي ذاتها أدلة النقد وقواعد البحث ومجهر النظر، ومن يُسلم بمسلمات ثم يطلب نقدها فقد نقض على نفسه التسليم لها، ورفع عنها عند نفسه اسم المسلمات وحكمها، فليس له أن يعود فيسميها مسلمات حتى يضيفها إلى من يعتقدها مسلمات متبرئاً هو من كونها كذلك -
ومسلمات المواطن السعودي ليست تنظير مفكر، ولا تقعيد صاحب منطق وفلسفة، إنها وحي ممن له الخلق والأمر بلّغه رسول هو سبحانه اصطفاه واصطنعه، فلا محل لكلمة (نقد) فضلاً عن ممارسة نقد.
* وإن لم يكن للأستاذ مسلمات، بحيث لا يكون لديه ما هو محصّن لذاته عن النقد، ولا ممتنع لذاته عن أن يكون محل بحث وجدل، ولا عزيز لذاته على الخضوع لمجهر النظر، فإن صاحب هذا المنهج هو لا ريب ابن الحيرة والشك والتردد الذي تتسلسل به حيرته إلى دور لا طرف له - لا بداية ولا نهاية - وهذه كارثة فكرية عظيمة تحرم صاحبها طمأنينة اليقين أبداً، والعقل يقضي على أهل اليقين المطمئنين به الساعين في مضماره المتمسكين بمسلماته أن يتركوا مثل هذا ولهاثه، وأن يحمدوا الله على العافية، والديانة تقضي عليهم أن يضعوه في محجر يُعهد به فيه لخبير يتولى علاجه.
* وإن كان للأستاذ عبدالله بن بخيت مسلمات غير مسلمات المواطن السعودي، فلا نقبل منه دعوة لنقد مسلماتنا حتى يُعيّن لنا مسلماته، لنعرف أي فكر نخاطب، وهذا من حقنا، وليس من حقه أن يطلق دعوة من وراء حجاب لا نسب معلوما لها.
ثم بعد العلم بمسلماته ونسبها فلا كلام له معنا في نقد المسلمات، لأن المسلمات لا تنقد كما قلنا، ولكن في الإقرار بأنها مسلمات، بها يكون النقد وعليها يقوم البحث، فإن لم يقر بأنها مسلمات فالمفاصلة هي الحكم بيننا، له مسلماته ولنا مسلماتنا، إذ لا قاعدة متفق عليها للحوار والبحث، وليست دعوته لنا بتغيير مسلماتنا ونقدها بأولى من دعوتنا له بتغيير مسلماته ونقدها، ولا حد بيننا وبينه إلا هذا يدعونا إليه وندعوه إليه حتى يحكم الله بيننا إن كان يؤمن بالله وأنه الحكم.
هذا إذا كان الكلام عن المسلمات التي تسمى مسلمات وتأخذ صفة المسلمات وحكمها، المسلمات التي أقسم الرب بربوبيته في كتابه عليها بقوله {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} وليس بعد هذه الشروط التي اشترطها الرب للمسلمات من مقال لأحد.
أما إذا كان الكلام في النظام الغذائي ووقاية الأسنان ونظام المرور ونظام الاصطفاف في الزحام ونحو ذلك، فهذه ليست مسلمات بل آداب سلوك تقرّ المسلمات الصحيح منها وتتبناه سواء كان سلوكاً لمعتنقيها أم لمخالفيها، كما أقرت المسلمات حين نزلت أول الأمر عدداً من آداب سلوك أهل الجاهلية الذين نازعتهم في مسلماتهم.
* أخشى أن يكون مجرد الأمر أن الأستاذ عبدالله بن بخيت منهمك في مساجلة تشبه (شعر الرد) لشعوره بأنه في الصف المقابل للصف الذي فيه: (الإسلاميين) ومن شأن هذه المحاورات أن تندّ من المحاور فيها شطحات لفظية أو معنوية مرجعها إلى سخونة الموقف الذي يغلب عليه الشد النفسي والتوتر العصبي والهوى الشخصي، فلا تكون المعاني المتصورة والألفاظ المعبرة صادرة عن نظر سوي ولا عن قصد سوي، وحاصل أمرها أنها مباراة حماسية مبتدأ أمرها ومنتهاه اللهو واللعب وإشباع الغرائز بالحصول على كأس اللعبة، وبه يفسر ما تحتويه من جدّ عالي الهمة للظفر بكأس للعبة.وتبقى المسلمات سالمة كل السلامة من أن يخدشها شيء من هذا اللعب، بعيدة في رفعتها لا يطالها صخب اللاعبين، ولا يعنيها اجتهادهم وبلاؤهم.
* المسلمات هي قواعد النقد وأدلة الأحكام وليست مرمى يصوب إليه رامون ما هب ودب من رمياتهم.
والله المستعان.

د. محمد بن عبد الرحمن الجهني - المدينة المنورة



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved