| |
هناك مخالفون في الأماكن النائية
|
|
أتابع وبشكل دوري الجهود العظيمة التي تبذلها الجهات الأمنية في تعقُّب المخالفين للأنظمة، والذي كان آخره ما نشرته جريدة الجزيرة في العدد رقم (12483) في صفحة (محليات) تحت عنوان (حملة أمنية تطيح بـ21 مخالفاً بينهم مروجو مخدرات وسيديهات خليعة)، وقد نتج ولله الحمد عن هذه الحملات ضبط العديد من العمالة المخالفين الذين لا يحملون أي صفة نظامية في الإقامة وإنّما جاءوا تحت مسمى العمرة أو الحج ثم اختفوا في عدد من المناطق بحثاً عن عمل، وعندما لا يجدون من يقف معهم أو يوظفهم يلجأون إلى طرق أخرى قد لا يخلو بعضها من المخالفات، ولذا قامت هذه الجهود بتنظيم حملات مداهمة ومراقبة مكثفة تتم بشكل متكرر، مما نتج عنه الكثير من النجاحات التي تسجل لرجال الأمن الأوفياء، والتي قادت إلى كشف الكثير من الجرائم التي كان هؤلاء العمالة يرغبون في توجيه سهامها نحو الوطن .. هذه الحملات غالبيتها تتم من خلال المدن الكبرى، أمّا في بعض المحافظات الصغيرة والقرى والهجر التي تقع في مناطق نائية، فالأمر لا يتم بشكل متكرر، وذلك على الرغم من أنّ بعض هذه العمالة تنتقل بفضل تستُّر بعض أقاربها وممن هم من جنسياتهم إلى مدن أخرى وقرى بعيدة لا تكثف فيها هذه العمليات، ولذا فإنني أتمنى أن يتم تعميم هذه التجارب التي تحدث في المدن الكبرى إلى تلك الأماكن البعيدة، وأن يتم زيادتها بشكل كبير، كون بعض هذه العمالة تلجأ للعمل في مناطق خارج النطاق العمراني للمدن هروباً من عين الرقيب، كما يحصل في مهنة الرعي التي تكون دائماً في البراري مع البادية وفي العمل بالزراعة والاستراحات التي تكون على الطرق السريعة، وكذلك في محطات الوقود التي تقع في مناطق نائية، حيث يسهل عليه العمل هناك والتخفِّي بعيداً عن الرقابة .. ويبقى الدور على المواطن وعلى كلِّ فرد يعيش على تراب هذه البلاد أن يكون هو أيضا العين التي تساعد رجال الأمن البواسل في التبليغ عن أي شبهة أو موضوع يشك في أمره، فلربما معلومة يتساهل في أمرها تقود إلى كشف جرائم كبيرة ووأدها في مكانها قبل أن تولد، وقبل أن يصل ضررها إلى بقية أفراد المجتمع الآمنين المطمئنين.
محمد بن راكد العنزي
alanaze3@hotmail.com |
|
|
| |
|