| |
أم في الذاكرة قديمة؟!!
|
|
كان المكان مهيباً.. مرتبكاً... ينتظر الزائرات.. لحظات وغدا كخلية نحل لا تهدأ تأملتُ جمعهم.. ضحكات من صدرها تتهكم... ثم قالت بهمس لنفسها: هؤلاء الأمهات حضرن الحفل.. (هن أمهاتك يا وداد) هكذا دوماً يرددن المعلمات.. حين كنت صغيرة كنت أصدق هذا الحديث وأرقص طرباً وأشدو به كأحلى نشيد.. لكن اليوم خلعت سنين الطفولة وصرت أكبر.. وعرفت الحقيقة.. فهمت قصتي لن أقول أليمة بل لئيمة.. لا أحتاج لأم فأنا أم لنفسي.. لكن... في الدار عندنا أطفال صغار... قولوا لهم الحقيقة.. فيكفي ما أصابنا من عذاب... لا تجعلوهم يرسموا آمالاً عريضة.. ويسمّوا كل وجه حنون أمّا.. وفجأة تغدو الأم صورة في الذاكرة قديمة.. - أمهاتي أنتن؟! لا لستن كذلك أنتن أمهات لصديقاتي.. حنان.. هيا.. وسماح.. ولينا.. أنا اليوم كبيرة.. لا حنان أحتاج فقد مات قلبي في سعيره.. في الدار بنت طائعة وفي المدرسة طالبة رشيدة.. أنا.. أم لكل يتم ولقيطة.. أنا عنان لمن خانه الزمان وألقى عليه هما وكان حديثه.. أنا في حفلكم.. مشاركة لا أم تحييني بين صفوفكن الأنيقة.. كانت نظراتكن حولي تدور تبحث عن ابنة وبابتسامة تشير: هذه ابنتي السعيدة.. فمن تلك التي رفعت يداها.. وأشارت: وداد ثم ابتسمت.. كنت في الحفل أميرة.. هنا.. يتمي وضياع حنيني وشيء من لظى نفسي يثيره... ذاك الحديث الذي شربته ولم يبتل حلقي ويروي غليله.. حين كان كل وجه أنثى.. أمي.. وكل رجل أبي وأنا صبية صغيرة.. أرجوكم.. اتركوا أطفال دارنا.. وصغيراتي.. سيكبرن.. وتموت قلوبهن وسيعشن حتماً كوداد بلا قلب.. بلا حب.. بل جسد يتهاوى ويعلن أنينه!!!
نويّر بنت مطلق العتيبي ومع الأمل
wahg_alamal@hotmail.com |
|
|
| |
|