| |
السروي والرياح البيض
|
|
خذ ما تشاء من الغيوم واستنطق الأفلاك في غرف من البلور واحذر أن تعود بلا عناء لا تكترث للريح للعمياء تبحث في قناديل الظهيرة عن وطن مارس جنونك أنى شئت واكتب عن غرور العيس يوم يؤمها الركبان يوم نموت من ظمأ (والماء فوق ظهورها محمول) حاول بناء الظل دون جريرة واكتب عن الفردوس عن دهشة الموتى إذا قاموا يخافون الخطيئة يرقبون الله حبا ثم خاصم نومك الساكن واحلم بالنجاة خذ ما تراه من البيادر واترك الباقين يكتالون ما ضجت به الأحلام من أوجاعهم ودع الجدال إن خانك التيار يوما أو تردد في خطاك الوهم وعجزت أن تلقى ملاذا للسفينة من صقيع البحر فاكتب عن بياض الملح في دمك وعن ساعاتك الأولى وكيف أفقت من دون انتماء لا تنتكص بحثا عن السلوى وقاوم - أيها الساري - أحاجي اليأس بدلها بأسراب من الآمال تحملها النوارس في مدى النجوى وتخطفها السنين إن شئت كن ملكا وكن شعبا وكن حتى الطفولة والجمال ثق بالذي أرجوه حين منيتي واستفت قلبك فالرياح البيض حالمة ووجهك القمحي ترويه الفضيلة بالضياء للخوف أضرحة وللآمال حين نلوكها عبق وأراك بينهما تنافح بغية الإبحار فاكتب لا تقف خلف الفواصل أو علامات التعجب فالمدى لا زال رحبا والأسطر الحمراء ترجوك النهاية - أيها الساري - وتبغيك الخلاص خذ ما يحقق حلمك العاجي من وهج البنفسج واجعل الكادي سميرا في الليالي السود وامقت ما يردده الطغاة يا ايها السروي للأبعاد أسئلة ولي صبح القرنفل والسكينة والوقار للآخرين دماؤهم وفصولهم ولي تباريح الربيع فهلا عدت نحوي كي نراقص ثورة الإبحار في دمنا ونكتب عن رياح بيض عن حلم تلوناه فأهدانا المحار
عبدالرحمن معيض سابي
|
|
|
| |
|