| |
في ظل الغموض حول توجهات خليفته وفاة نيازوف تثير التساؤلات حول مستقبل توريدات الغاز التركماني
|
|
* موسكو - سعيد طانيوس: حملت الوفاة المفاجئة للرئيس التركماني صابر مراد نيازوف السلطات الروسية على إمعان التفكير في احتمالات تأثير هذا الحدث على مستقبل توريدات الغاز التركماني، كما طرحت العديد من الاسئلة المقلقة حول مستقبل العلاقات مع هذه الجمهورية السوفييتية السابقة ومدى التغلغل الامريكي والتركي والايراني هناك، في ظل الضبابية التي تكتنف صورة وطبيعة خلفاء نيازوف في الحكم . ويعد الغاز الثروة الطبيعية الرئيسية لهذا البلد الآسيوي، وهو مبعث اهتمام الجيران الاقربين والابعدين بهذه الدولة وبطبيعة الحكم فيها وليس الديمقراطية او حقوق الانسان. وحسب المعطيات التي تم نشرها منذ بضع سنوات فإن حجم مخزون الغاز المكتشف والمؤكد في تركمانيا يبلغ 22.5 تريليون متر مكعب. ومن المخطط أن يصل انتاجه مع حلول عام 2010 إلى 120 مليار متر مكعب في السنة، يخصص منه 100 مليار متر مكعب للتصدير إلى الخارج. ويتركز استخراج الغاز كليا في أيدي الشركات الحكومية. ويعود تصدير الهيدروكربونات على البلد بعدة مليارات من الدولارات في السنة. ويقول الخبراء الغربيون إن في مقدور تركمانيا أن تجني ربحا أكبر بكثير لو كانت تملك شبكة مواصلات لنقله غير تلك الموروثة من الاتحاد السوفييتي التي لا تتيح لها بيع الغاز بصورة مباشرة إلا إلى مشتريين هما روسيا وإيران. ولم يرض الزعيم التركماني الراحل بهذه التبعية لروسيا ولايران، وقد أعد خلال حياته عددا من مشاريع أنابيب الغاز بينها، خاصة، الربط بخط أنابيب الغاز الرئيسي (نابوكو) - أذربيجان - أرمينيا - تركيا - بلغاريا (مع فرعين يمتدان إلى صربيا والجبل الأسود) - رومانيا - المجر - النمسا. ويجري تنفيذ هذا المشروع تحت إشراف الاتحاد الأوروبي. كما أن كل التصاميم جاهزة منذ الآن لمد خط أنابيب الغاز إلى جنوب شرقي آسيا (الصين) عبورا بأراضي أوزبكستان وطاجيكستان. وتجري دراسة مد خط أنابيب كبير باتجاه الجنوب عبر أراضي أفغانستان. واستغل الرئيس نيازوف بحنكة هذه المشاريع كأوراق رابحة في مباحثاته مع موسكو للمساومة على رفع أسعار تصدير الغاز؛ لأن نصيب الغاز التركماني في ميزان الغاز الروسي كان في ازدياد مستمر. أضف إلى ذلك أن أنابيب الغاز الروسية استخدمت من أجل الترانزيت إلى بلدان رابطة الدول المستقلة. ومع تنبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ان استعادة عظمة الامبراطورية الروسية الشاسعة في القرن الواحد والعشرين لا يمكن مع الاعتماد على الرؤوس النووية الموروثة من الاتحاد السوفييتي، ولا على الجيش الاحمر الذي بدأ لونه يميل الى الزهري، بل على التحكم الى ابعد حد ممكن بمصادر الطاقة المتوافرة في الأرجاء الروسية وفي الدول المحيطة وعلى الاخص في بحر قزوين، عقدت موسكو وعشق أباد عام 2003 اتفاقية حول التعاون في مجال الغاز مدتها 25 عاما. وفي إطار هذه الاتفاقية وقعت شركة (غازبروم) الروسية في شخص بنتها (غاز أكسبورت) عقدا طويل الأمد مع شركة (تركمان نفط غاز) الحكومية لشراء وبيع الغاز التركماني خلال كامل فترة نفاد الاتفاقية. وسوف تشتري روسيا في العام الجاري 30 مليار متر مكعب من الغاز التركماني بسعر 65 دولارا لكل ألف متر مكعب (100 دولار للمتر المكعب اعتبارا من كانون ثاني - يناير 2007). أما التزامات عشق أباد إزاء إيران حتى عام 2018 فتقتصر على توريد 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا. وتشتري روسيا ممثلة بشركة (غاز بروم) نحو 40 مليار متر مكعب من الغاز في تركمانيا سنويا، أي أن الغاز التركماني يشكل حوالي 7% من حجم مبيعات شركة (غاز بروم) التي تحتكر تجارة الغاز الطبيعي الروسي.
|
|
|
| |
|