| |
خطبة الجمعة بين الإيجاز والإطناب عبد الله بن حمد الحقيل
|
|
لخطبة الجمعة دور رائد وبارز في التوجيه والتوعية، وتحقيق المصلحة والخير والحق في حقل الدعوة، فهي درس تربوي لاتباع أوامر الشرع ونواهيه والالتزام بالمنهج الإسلامي الرشيد .. ومن هنا يتبيّن أهمية خطبة الجمعة ودورها في التوجيه والتأثير والإصلاح، فهي وسيلة وقناة فكرية ودعوة للعلم والمعرفة تستفيد منها طبقات شتى من المسلمين على اختلاف أنواعهم وثقافتهم، فهذا الاجتماع له قيمة مثلى فتجيء الخطبة فيه مفيدة ومؤثرة ومعالجة لكلِّ نقص وانحراف واعوجاج، فتكون الخطبة مناسبة لمعالجة العديد من المشكلات والموضوعات التي تهم المجتمع والحث على الفضائل والآداب والأخلاق والسلوكيات الصالحة، لهذا فإنّ مهمة ورسالة الخطيب مهمة سامية ورسالة جليلة جديرة بالعناية والاهتمام، بحيث يكون الخطيب على جانب من الوعي وسعة الأُفق والحكمة والمعرفة والقدرة على معالجة المشكلات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق والصبر والإيمان وحسن التعامل والتواصل بين الأقارب والجيران والتعاون وحسن التربية وطلب العلم وتوجيه الأبناء والدعوة إلى الفضائل وقضايا الزواج وإلى المثل العليا التي جاء بها الإسلام ... إلى غير ذلك من الآداب وكل ما يسهم في بناء الأُمّة وخيرها ونهوضها ورفع مستوى وعيها، مما يتفق مع التفكير الإسلامي السديد، والتوعية بمقوّمات الأُمّة الإسلامية وأنّها خير أُمّة أُخرجت للناس والتوعية بتاريخها وحضارة ديننا الإسلامي والإفادة من سير أسلافنا، ليكون ذلك نبراساً لنا في حاضرنا ومستقبلنا، بحيث يحسن اختيار الموضوعات المناسبة وفي الأوقات المناسبة، مع القدرة على الاستشهاد بالآيات والأحاديث والحكم النافعة، وأقوال العلماء والفقهاء والشواهد المفيدة .. فكلما كان الخطيب على جانب من الإدراك والمعايشة لقضايا الساعة والمجتمع، كان له تأثير وقبول وتجاوب واستجابة، كما أنّ حسن الإلقاء وطريقة القول وقوة الصوت، مدعاة إلى شدِّ الانتباه والتفاعل والتأثير واليقظة والإفادة، وهو ما نتمناه من خطبائنا جميعاً، مع الحرص على الاهتمام بقواعد اللغة العربية الفصحى، كما أنّ الإيجاز غير المخل خيرٌ من الإطناب الممل والإطالة التي تسبب الملل والسبات، ولا شك أنّ إيجاد معاهد للخطباء سوف يكون مفيداً ومثمراً، وعقد دورات مناسبة يجد فيها الدارسون مزيداً من المعرفة والتوجيه والعلم والثقافة، وكل ما يتصل بهذا الموضوع من وسائل وأساليب، ليظل لخطيب الجمعة دوره الفعّال ومكانته المرموقة وتحقيق الأهداف المرجوّة.
عضو جمعية التاريخ بجامعات دول مجلس التعاون
|
|
|
| |
|