| |
تتخوف من تنصيب نجل نيازوف رئيساً في انتخابات صورية المعارضة التركمانية تسعى إلى اختيار رئيس بانتخابات ديمقراطية
|
|
* موسكو - سعيد طانيوس: دخل أنصار السلطة وقوى المعارضة في تركمانيا في سباق محموم على خلافة رئيسها الراحل صابر مراد نيازوف، قبل أن تتم مواراة (تركمان باشا) الثرى وقبل أن تنتهي فترة الحداد التي تعيشها البلاد عليه حتى الثلاثين من الشهر الجاري. وأكد زعيم المعارضة الديمقراطية التركمانية الموحدة، وزير الخارجية التركماني السابق، أفدي كوليف على ضرورة العودة إلى تركمانيا قبل انتهاء العام الحالي لأن الزمن يجري لصالح (جماعة نيازوف). وقال من منفاه: إن زعماء مختلف الأحزاب المعارضة اتفقوا على أنه لا يوجد مخرج آخر عدا السعي إلى نشر الديمقراطية في تركمانيا، وعلى ضرورة إجراء انتخابات ديمقراطية وحرة في البلاد. أما رئيس الحزب الجمهوري التركماني، سفير تركمانيا السابق في تركيا، نور محمد خاناموف, فصرح بأن المعارضة التركمانية تجري محادثات مع دول أجنبية بهدف الحصول على ضمانات أمنية للعودة إلى الوطن. وأكد على أن ممثلي المعارضة التركمانية سيعودون إلى بلادهم في الأسبوع القادم إذا حصلوا على مثل هذه الضمانات. ويذكر أن زعماء المعارضة التركمانية كانوا قد شغلوا مناصب مهمة في تركمانيا إلا أنهم أدينوا غيابيا بتهمة المشاركة في محاولة اغتيال الرئيس الراحل نيازوف في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2002م. وفيما تستعد قوى المعارضة للعودة إلى البلاد والمشاركة في الانتخابات الرئاسية التي من المفترض إجراؤها خلال شهرين, تتخوف هذه القوى من إحلال نجل الرئيس التركماني الراحل مراد البالغ من العمر 39 سنة محل والده في سدة الرئاسة في انتخابات صورية. ولم يعلن نيازوف قبل وفاته تعيين شخص يجب أن يخلفه كرئيس للجمهورية. ولم يكن مراد مرشحا لخلافة أبيه، ولكنه أجرى محادثات دولية في الفترة الأخيرة بصفته مسؤولا كبيرا يمثل بلاده. والواقع أن هناك عقبة غير منيعة على طريق مراد إلى منصب رئيس جمهورية تركمانيا؛ لأن الدستور التركماني لا يجيز إسناد هذا المنصب لشخص ولد خارج تركمانيا في حين أن مراد ولد في مدينة لينينجراد الروسية (سانت بطرسبورج حاليا)، وقضى معظم أيامه حتى الآن في روسيا أو في أوروبا أو في العالم العربي. على أي حال فإن الدستور قابل للتغيير إذا رأت المجموعات التركمانية المعنية إمكانية أن يصبح شخص لا ينتمي إلى أي منها رئيسا للجمهورية. وتزوج الرئيس التركماني الراحل نيازوف بروسية تدعى موزا سوكولوفا عندما كان طالبا في أحد معاهد لينينجراد. ولكنه حرص بعد تفكك الاتحاد السوفييتي على ألا يظهر أمام الجمهور التركماني بصحبة زوجته الروسية؛ ولهذا تعيش السيدة التركمانية الأولى السابقة مع ابنها وابنتها في أوروبا. ويقيم مراد نيازوف حاليا في فيينا، وهو تلقى علومه في جامعة لينينجراد، ثم عمل قاضيا في مكتب المدعي العام بموسكو. وأصبح بعد تفكك الاتحاد السوفيتي رجل أعمال وأكمل في الوقت نفسه الدراسة في الأكاديمية الدبلوماسية بموسكو. ويملك مراد شركة سجلت في قبرص يتم عبرها دفع فواتير الغاز الذي تشتريه أوكرانيا في تركمانيا. وأشير إلى أنه يتردد على أندية القمار، وأنه خسر 12 مليون دولار في ليلة واحدة في أحد كازينوهات مدريد عام 1997م. وسلمته أوكرانيا 300 دبابة من طراز (ت - 72) سدادا لفاتورة الغاز التركماني إلا أن مراد باع الدبابات إلى باكستان ولم يرسلها إلى بلاده. ورأى رئيس تحرير صحيفة (الشرارة التركمانية) الصادرة في موسكو، فرحات إلياسوف, أن رئيس الأمن الرئاسي التركماني ووزير الدفاع التركماني تأهبا لوفاة الرئيس نيازوف في وقت سابق بدليل أنهما سارعا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي وتنحية رئيس البرلمان التركماني اتايف, وتعيين بردي محمدوف نائب رئيس الوزراء رئيسا للجمهورية بالوكالة الذي سيصبح دمية يحركها المسؤولون الأمنيون. ويظن إلياسوف أن القيادة التركمانية الجديدة ستحاول الحصول على دعم سياسي من روسيا، إلا أن الباحث ألكسي مالاشينكو، عضو المجلس العلمي في مركز موسكو لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، يعتقد بإنه لا يوجد في تركمانيا اليوم شخصيات يمكن لموسكو أن تستند إليها. وعبر الباحث عن شكوكه في إمكانية أن يظهر في تركمانيا شخصية قيادية تلتف حولها جميع المجموعات والطوائف التركمانية. وأضاف أنه لا يستبعد ظهور متشددين إسلاميين على غرار طالبان إذا طالت الفترة الانتقالية التي تعقب رحيل الرئيس نيازوف. ويرى باحث روسي آخر هو دميتري اوريشكين من معهد الأبحاث الجغرافية أن عدة مجموعات تركمانية ستخوض الصراع على السلطة، مشيرا إلى أن هذه المجموعات كافة على اتصال بموسكو بصورة أو بأخرى.
|
|
|
| |
|