| |
المئوية السعودية من جديد د. محمد الصالح العريني
|
|
في عام 1419ه احتفلنا في المملكة بمرور مئة عام على دخول الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - عليه رحمة الله - للرياض فاتحاً ومجدداً ومؤسساً للدولة السعودية الثالثة العامرة التي نتفيأ ظلالها الآن وكان احتفالاً عظيماً ومميزاً بقدر أهمية الحدث وأعطى أثراً إيجابياً على مواطني المملكة وجيلها الصاعد مما عزز الانتماء لهذا البلد الطيب وساهم بقدر كبير في التعرف على جهوده رحمه الله. إن للملك الموحد عبد العزيز - رحمه الله - أفضالاً جساماً لا تعد ولا تحصى ولا تكفيها أو توفيها الكتب والاحتفالات، وأفضاله على أبناء هذه البلاد الطيبة الطاهرة ومقيميها وحجاجها وزوارها ومعتمريها كثيرة وكبيرة فبعد الخوف أمناً وبعد الفقر غنىً وبعد الفرقة توحداً وبعد العزلة انفتاحاً وهذا مما عزز مكانتها العربية والإسلامية والعالمية وصار يُحسب لها حساب في السياسة الدولية وصناعة التاريخ. ومن هنا يحق لنا نحن أبناء هذه البلاد أن نفتخر بالملك عبد العزيز وأنجاله الميامين وأسرته الكريمة المباركة ولا يكفي الفخر فقط بل إنه من الواجب زيادة الاهتمام بتاريخ الملك عبد العزيز وجهوده الجبارة لتوحيد المملكة الذي استمر أكثر من ثلاثين عاماً بقيادته المكوكية من الأجداد الذين ساعدوه وساهموا معه في صناعة تاريخ وتأسيس هذه الدولة المباركة. من منبر جريدة الجزيرة أقترح أن تتجدد الاحتفالات ويجب ألا تتوقف وأن تُقام كل سنة، فمثلاً العام القادم 1428هـ يُحدد فيه وقت للاحتفال بمرور مئة عام على سنة 1328هـ، وتكون هناك دراسات تُعَدُّ وبحوث حول ما قام به الموحد الملك عبد العزيز - رحمه الله - في ذلك العام تحديداً من فتوحات وأحداث ولقاءات ومؤتمرات وكل ما حدث ذلك العام في سبيل توحيد هذه البلاد وبناء الدولة السعودية الحديثة ويُفتح المجال للجامعات والمؤسسات العلمية والأفراد من المؤرخين وغيرهم وتجمع التسجيلات الصوتية حول الحدث من داخل المملكة وخارجها ونقدم من خلالها الدراسات والبحوث والكتب واللقاءات وغيرها. ويكون من الأفضل لو تم الاحتفال في المناطق التي حدثت فيها الأحداث ليقترن الظرف المكان باسترجاع الظرف والحدث الزماني ليكتسب الاحتفال فاعلية في أثره وتأثيره. إن استرجاع أحداث تاريخنا ضرورة من أجل مستقبل هذه الأمة والشعب السعودي الطيب الوفي الأصيل، وليتعرف أبناء المملكة وبناتها والجيل الصاعد والأجيال القادمة على مقدار الجهد الجهيد والعمل المضني والمعاناة والمصاعب الكبرى التي واجهها رحمة الله عليه الملك عبد العزيز في بناء وطن كان شتاتاً. وإن توحيد ووحدة هذه البلاد لم تكن سهلة وميسورة مع نقص في المال والعتاد والعدة والرجال صاحبة توحيد البلاد، فلم يكن مفروشاً بالورود بل كافح ومن معه كفاحاً مريراً لسنوات عديدة لإقامة هذا الكيان العظيم.. فللملك الموحد عبد العزيز آل سعود الرحمة والغفران ومَنْ معه وسانده نظير ما قاموا من أجلنا وأبنائنا. إنني أضع اقتراحي هذا أمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لما عُرِفَ عنه - حفظه الله - من حرص واهتمام بتاريخ هذه البلاد عموماً وتاريخ الملك الموحد عبد العزيز - رحمه الله - خصوصاً وفقه الله واحده بالصحة والعافية. والله ولي التوفيق..
|
|
|
| |
|