| |
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والنقلة الرائعة د. فهد بن علي العليان
|
|
ساهم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بشكل فعال في تحريك المجتمع السعودي خلال الفترة الماضية من خلال حركة الحوار بين أفراد المجتمع السعودي حول قضايا فكرية خلال خمسة لقاءات، وفي اللقاء السادس الذي عقد في الجوف 7-9-11-1427هـ بعنوان (التعليم: الواقع وسبل التطوير) خطا المركز خطوة موفقة، وذلك بجعل الحوار بين المجتمع بكافة أطيافه والمؤسسات التي تقدم خدمات متعددة لأبناء المجتمع، كان اللقاء الأول من هذا النوع الذي جمع بين نخبة من المثقفين والمفكرين مع مسؤولي التعليم بأنواعه (العام - العالي - الفني). وقد كانت هناك عدة متغيرات محلية وعالمية تستلزم مراجعة واسعة ورؤية جديدة لتطوير التعليم، ومن أبرزها: التكيف الاجتماعي السليم مع المتغيرات الاقتصادية والسكانية الكبيرة، والتطور الكبير في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وأهمية توظيفها في مؤسسات التعليم، والانفتاح الإعلامي والثقافي وتأثيره في العملية التعليمية. وكان سروري بالغاً وأنا أشاهد وأسمع حوارات عن واقع تعليمنا، وطرح رؤى وأفكار متعددة للنهوض بالتعليم إلى مصاف متقدمة. كان كل ذلك يتم بجو أخوي رائع وحوارات هادفة، ولكنها في نفس الوقت جريئة. ولعل من أهم الأمور التي ساعدت على هذا الموضوع أن أعضاء اللجنة الرئاسية للمركز، واللجنة التحضيرية، والعلمية لا يتداخلون ولا يوجهون الحوار، بل يتيحون لكل الأفراد طرح المداخلات وفق ضوابط وآداب الحوار. وكان نصف المجتمع حاضراً، إذ شاركت الأخوات بفعالية في ذلك اللقاء من خلال تقديم العديد من الرؤى والأفكار عن التعليم واقعاً وأملاً مرتقباً. إنها بحق نقلة نوعية وقفزة هائلة في مسيرة الحوار في بلدنا الحبيب التي أسسها وأطلقها ورعى بذرتها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إذ كان مسؤولو التعليم وجمهور المشاركين والمشاركات يطرحون مشكلاتهم وتطلعاتهم باعتبارهم مسؤولين وأفراداً في هذا المجتمع، سعياً للوصول بتعليمنا إلى ما نصبو إليه وفق ما تبذله وتتطلع إليه قيادتنا الحكيمة. وفي نهاية اللقاء سلم إلى مسؤولي وزارة التربية، ووزارة التعليم العالي، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وثائق اللقاء واللقاءات التحضيرية والمتمثلة في: الرصد العلمي لما طرح في جميع اللقاءات، والتوصيات المقدمة من المشاركين، والدراسات والمداخلات المكتوبة، والتسجيل الصوتي والمرئي لمضامين الحوار والندوات وورش العمل، وذلك انطلاقاً من أن قطاعات التعليم (العام، العالي، الفني) قادرة على تفعيل ودراسة كل ما قدم من رؤى وأفكار والاستفادة منها بما يخدم العملية التعليمية. وإذا نظرنا إلى أهداف المركز - الذي يسير وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين - ووجدنا أن من أهم أهدافه (ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوباً للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا)، فإني أستطيع القول بكل ثقة واطمئنان أن المركز حقق ويحقق مكاسب لعل من أهمها أن الحوار يسير بشكل حضاري بين أفراد المجتمع دون مصادرة لبعض الآراء أو اتهامها بشكل أو آخر. فتحية تقدير وعرفان لكل رجالات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذين بذلوا وقتهم وجهدهم لإشاعة ثقافة الحوار، ونشره بين أفراد المجتمع، وتهنئة حارة لنا جميعاً بهذا النجاح الذي تحقق وبهذه النقلة المتميزة من خلال تفعيل الحوار بين المجتمع والقطاعات الخدمية. وأخيراً تحية تقدير ووفاء وشكر ليس له حدود لأمير الجوف وأهالي الجوف على حسن ضيافتهم.
(*)أكاديمي وكاتب سعودي
alelayan@yahoo.com |
|
|
| |
|