Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/12/2006G Issue 12505مقـالاتالأحد 04 ذو الحجة 1427 هـ  24 ديسمبر2006 م   العدد  12505
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

أداء إليسون للقسم على القرآن احترام لمبدأ الحريات الدينية في أمريكا
الدكتور عبدالله الأنصاري (*)

أثار عزم العضو الديمقراطي (أول نائب أمريكي مسلم)، المنتخب حديثاً لعضوية مجلس النواب الأمريكي كيث إليسون، أداء القسم على القرآن وليس الإنجيل خلال الاحتفال الخاص بتنصيبه عضواً في مجلس النواب المقرر إجراؤه الشهر المقبل، أثار حفيظة بعض المحافظين ومنهم النائب الجمهوري فيرجيل غود الذي قال في رسالة للناخبين: (أخاف من أنه في القرن القادم سيكون عندنا المزيد من المسلمين في الولايات المتحدة إذا نحن لم نتبنى سياسات هجرة صارمة التي أعتقد أنها ضرورية للإبقاء على القيم والاعتقادات التقليدية للولايات المتحدة الأمريكية، وإذا لم يستدرك المواطنون الأمريكيون الوضع ولا يؤيدون موقف فيرجيل غود حول الهجرة، سيزداد عدد المسلمين المنتخبين الذين سيطالبون باستخدام القرآن).
إن مراسم أداء القسم لعضوية الكونجرس باستخدام أحد الكتب الدينية هي مراسم أو احتفالات غير رسمية تأتي على هامش الاحتفال الرسمي بأعضاء الكونجرس الجدد والتي تتم من دون استعمال أي نص ديني على خلاف الاحتفالات الخاصة وليس في القانون أو الأنظمة الأمريكية ما ينص على أداء القسم على كتاب مقدس بعينه عند أداء المنتخبين الجدد اليمين، وليس هناك ما يمنع من أداء القسم على كتاب غير الإنجيل فإن من الشواهد والسوابق ما يؤيد حق النائب المسلم الجديد في أدائه للقسم على القرآن.
فقبل سنوات قليلة ماضية رفضت عضوة مجلس النواب اليهودية ديبي شولتز أداء القسم على الإنجيل (بشقيه العهد القديم والعهد الجديد)، واختارات القسم على كتاب العهد القديم، وقامت مجموعة الشاباد اليهودية بتوزيع التوراة العبرية على المشرعين اليهود في الكونجرس، وهم يخططون لعمل ذلك ثانية قبل تأدية المشرعين اليهود في الكونجرس للقسم ثانية في العام المقبل. ومن قبل استخدم الرئيس الأمريكي السابق لندن جونسون كتاباً طقوسياً كاثوليكياً، وليس الإنجيل، ليؤدي به اليمين لفترة رئاسته الأولى بل إنه في عام 1962م قام قاضي المحكمة العليا الأمريكية آرثر جولدبيرغ باستعمال التوراة العبرية المعروفة باسم (تاناخ) في 1962م أثناء حفل أدائه اليمين كقاضٍ للمحكمة العليا، ولم يعترض على ذلك أحد ولا حتى قضاة المحكمة العليا الأمريكية أنفسهم. كما أن ليندا لينجل حاكمة هاواي، وحاكمة فيرمونت مادلين كونن، والعشرات من أعضاء الكونجرس الأمريكي اليهود، بمن فيهم السيناتور المعروف ليبرمان، استخدموا التوراة عند أداء القسم.
فممارسة هذا الحق هو أمر طبيعي جداً لأن الشخص لا يقسم على شيء لا يؤمن به، فقسمه على الكتاب الذي يؤمن به هو أكثر مصداقية بالتزامه وولائه للدستور، حيث تنص الفقرة الثالثة من المادة السادسة من الدستور الأمريكي بأن: (يكون الشيوخ والنواب.. وأعضاء المجالس التشريعية لمختلف الولايات، وجميع الموظفين التنفيذيين والقضائيين التابعين للولايات المتحدة ولمختلف الولايات، ملزمين بموجب قسم أو إقرار بتأييد هذا الدستور. ولكن لا يجوز ابداً اشتراط امتحان ديني كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولايات المتحدة) فقد نص الدستور على أن الولاء الأساسي هو للدستور الأمريكي الذي كفل في التعديل الأول من وثيقة الحقوق (حرية الدين).. وأن (لا يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته).
والجدير بالذكر أن استخدام القرآن في أداء اليمين كان محل جدل في السابق، فقد أثار طلب الشهود المسلمين استخدام القرآن في المحاكم الأمريكية نزاعاً قضائياً، فقد قام قاض بمحكمة مقاطعة جلفورد في ولاية كارولاينا الشمالية في سبتمبر من عام 2005م برفض السماح لشهود مسلمين أن يؤدوا اليمين على القرآن، معللاً قراره بأن دستور الولاية ينص على أن القسم يجب أن يؤدى على (كتب مقدسة)، والتي فسرها القاضي بأنها (كتب الإنجيل)، وقد ردت المحكمة العليا في الولاية في ديسمبر من نفس العام الدعوى المرفوعة من قبل إتحاد المدافعين عن الحريات المدنية الأمريكي في كارولاينا الشمالية ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، بدعوى عدم وجود محل للنزاع لأن الشاهد المسلم يمكن أن يحلف بأن يقول الصدق ولا شيء غير الصدق دون الحاجة لوضع يده على أي كتاب مقدس.
وهذه السابقة القانونية ليست في محل النزاع ولا يمكن أن تحكم المراسم او الاحتفالات غير الرسمية لأداء القسم لعضوية الكونجرس. بل إن كاتب العدل في ولاية كارولاينا الشمالية يعتمد على نظام مكتوب لأداء اليمين ينص على أن (أي شخص يأخذ قسماً يجب أن يضع يداً واحدة على الكتب المقدسة. هذا الكتاب يتغير اعتماداً على معتقدات الشخص الدينية، المسيحيون: يجب أن يستعملوا العهد الجديد أو التوارة، اليهود: التوراة أو العهد القديم؛ المسلمون: القرآن؛ الهندوس: الباكافاد جيتا.. الخ).
وقد استنكر بعض أعضاء الكونجرس الديموقراطيين تصريحات النائب الجمهوري فيرجيل غود ووصفوا تصريحاته بالعدائية وأنها رسالة خاطئة موجهة للمسلمين في أمريكا، وتثير شعور الكراهية والأحقاد ضد المسلمين. ثم ما علاقة كيث إليسون بقضايا الهجرة في أمريكا وهو أمريكي اعتنق الإسلام شاباً أثناء دراسته الجامعية، وتعود أصوله وجذور عائلته في أمريكا إلى ما قبل استقلال أمريكا. إن مثل هذه التصريحات تثير التساؤلات عن مدى صدق نداءات احترام الحريات الدينية في أمريكا، ومدى تقبل الأمريكيين لانخراط المسلمين في الحياة السياسية الأمريكية. فقد تلقى إليسون منذ فوزه بالانتخابات مكالمات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني عدائية مع بعض الرسائل والتهديدات بالقتل. كما أن بعض المتشددين في الإعلام الأمريكي استغل مثل هذه التصريحات لإثارة شعور الكراهية للمسلمين في المجتمع الأمريكي.
إن المسلمين في أمريكا لا يهددون القيم والمعتقدات التقليدية الأمريكية وإنما يضيفون إليها ويعملون للحفاظ على أمن هذا البلد واستقراره وليس في ممارسة النائب إليسون لحقه أي تقويض أو إضعاف لأي من القيم التي تقوم عليها الحضارة الأمريكية. إن الواجب على كبار المسؤولين في الحزب الجمهوري شجب مثل هذه التصريحات ومطالبة النائب الجمهوري بالاعتذار عن تصريحاته. فالسكوت عن مثل هذه التصريحات يثير عدة تساؤلات عن مدى جدية المسؤولين الأمريكيين في رفع شعار التسامح وحرية الأديان، كما يجب على الجالية الإسلامية التصدي لمثل هذه التصريحات وتبني برامج من شأنها تعريف المواطن الأمريكي بالصورة المشرقة للإسلام والترويج لصورة إيجابية عن المسلمين.

(*) (واشنطن) خبير وباحث أكاديمي سعودي




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved