| |
على الرغم من قرارات عقوبة التستر والإيواء والتشغيل جوازات الطائف تُطيح بأكثر من 7000 من المتخلفين.. والمواطنون يواصلون مُخالفة الأنظمة
|
|
* الطائف - تحقيق وتصوير - فهد سالم الثبيتي: نجحت جوازات محافظة الطائف في الإطاحة بأكثر من 7000 من المتخلفين والمخالفين لنظام العمل والمتسللين، وعلى وجه الخصوص مُتخلفو العُمرة خلال 6 أشهر ماضية بعد أن طوقت الدوريات أماكن ومواقع انتشارهم وتعقبتهم من خلال حملاتها المُفاجئة وعمليات دهمها الناجحة والتي أثمرت عن تقليص أعداد هذه الفئة المُخالفة والمتنوعة من حيث تواجدها في البلاد بعد وقوع أعداد كبيرة منهُم وسقوط وإفشال مخططاتهم من حيث البقاء والتنقل والعمل ومخالفة الأنظمة، خصوصاً الأفارقة منهُم والأثيوبيين والذين يتواجدون بشكل كثيف، ويختارون المواقع الصعبة من حيث الوصول لهُم ومنها الجبال الشاهقة حيث يجعلونها أوكاراً لمخالفاتهم. إلى ذلك ساهمت حملات الجوازات في تخليص الأهالي من الخوف الذي ينتابهم من تواجد العمالة المُتخلفة وانتشارها بينهم، فيما كانت نسبة العمالة الإفريقية هي النسبة العليا من حيث الجنسية حيث يتم القبض عليهم بالمناطق المفتوحة ويتواجدون كذلك بداخل منازل شعبية ببعض الأحياء أو بداخل بدرومات وتكون أعدادهم كبيرة، فيما يُكشف عن تواجد نساء بينهم ليس لهن علاقة بهم، لا من قريب ولا من بعيد.. فقط أنهن فضلن السكن معهم. ويتعمد هؤلاء النسوة الإفريقيات البقاء مع الرجال كنوع من الحماية لهن ظناً بأنهم قادرون على أن يخفوهن أو حتى يحموهن من القبض عليهن.. فمن خلال عمليات الدهم التي شنتها الجوازات على هذه المساكن والبدرومات كُشف عن مخابئ سرية يلجأن لها وقت التفتيش، وبعض المداخل والمخارج غير معلومة، سوى أن فطنة وقوة رجال الجوازات لم تجعل مثل هذه الألاعيب تنطلي عليهم والتي تدل على أن هذه الفئة المخالفة على استعداد للقيام بأي عمل في سبيل البقاء دون أن يتم القبض عليها، فيما عُرف تواجد هؤلاء النسوة وبكثرة في ظل ما يلاقونه من ترويج لبضائعهن البالية من ملابس قديمة ومهترئة يتجولن بها على المنازل في فترات الصباح وقت غياب الرجال في أعمالهم دون علم الأسر بخطورتهن، حيث ربما يُمكنون من الدخول بالمنازل وكشف ما بداخلها، ومن ثم التعاون مع بعض الرجال من خلال عصابات للسطو على المنزل بناءً على الخارطة المُقدمة من قِبل النساء اللاتي زُرن هذه المنازل أثناء عملية البيع، كذلك ما يجدونه من دعم من لدن الأطفال والذين يُقبلون عليهم في البسطات التي ينشئنها بالأسواق وبعض المراكز التجارية، حيث يبعن السم والمرض من خلال بعض الأغذية الفاسدة والمنتهية الصلاحية كونهن يقمن بشرائها بقيمة منخفضة. وتتعدد صور هؤلاء النسوة من حيث نشاطهِن الخطر؛ فمنهن من تقوم بجولة يومية على مرامي النفايات حيث ينبشنها للبحث عن بقايا الأطعمة وبعض المُعلبات الفارغة والتي يقمن ببيعها. وكشفت حملات الجوازات العديد من أوكار تصنيع الخمور والتي تركزت في بعض الأحياء بداخل الطائف، وظلت فترات طويلة بين إسكان العائلات دون علمهم بها سوى وقت فضح أمرهم لحظة عملية المداهمة، ولعل أبرز ما تم كشفه في هذا الجانب بوفيهات ومطاعم حلها بعض العمالة لبيع العرق المُسكر، كذلك كُشف عن معامل للخياطة المُخالفة يُديرها نسوة من الجنسية التايلندية بداخل عمائر سكنية، فيما يظهر التساؤل ويبرز حول من يقوم بتأجير وتسكين هذه الفئة المخالفة دون أن يخاف من الأنظمة الصارمة والغرامات التي قد تُفرض عليهم في حال تسترهم على العمالة المخالفة والتي تسرح وتمرح طالما أن هناك مواطنا يقف خلفهم مقابل مبلغ مالي قد يُدفع غالياً لحظة القبض عليهم، خصوصاً إذا كان جرمهم قويا وفاضحا؛ فقد برزت ظاهرة التستر بشكل واضح عندما تتم مداهمة مساكن ضمن عمائر سكنية مملوكة، الأمر الذي يُشير لارتكاب أصحابها من المواطنين مُخالفات تستحق العقوبة وفقاً للقرارات الصادرة من الجهات المسؤولة حيال تسكينهِم والتستر عليهم. ولم تغفل دوريات الجوازات استغلال بعض المواطنين للعمالة الوافدة المخالفة من حيث تشغيلهم بعمائرهم التي قيد الإنشاء بسبب رُخص أثمانهم فقد سجلت المداهمات المفاجئة القبض على أعداد كبيرة من العمالة التي تعمل بهذه العمائر ومنهم من حاول الفرار، ولكن لم يتمكن في ظل الرقابة والمتابعة الصارمة فيما نجحت الحملة في اختراق المقاهي التي تُقدم الشيشة والمعسل بالمنطقة الصناعية فقد كُشف عن وجود أعداد كبيرة من العمالة القادمين لغرض العمرة، كذلك الذين لا يحملون إقامة نظامية تُخول لهم العمل في ظل الاستعانة بهم من قِبل صاحب المقهى والذي يرضى بمبلغ مالي نهاية كل شهر دون علمه بما يحدث في المحل أو المقهى الذي يحمل اسمه، فربما اُستُغِل من قبل هذه العمالة والتي لا تهتم على الإطلاق بتطبيق النظام بل تسعى للمخالفة وقد تمكن رجال الجوازات من دهم هذه المقاهي. مخالفات صريحة هذا وقد كانت المديرية العامة للجوازات قد دعت جميع الإخوة القادمين للمملكة إلى المغادرة والعودة إلى أوطانهم بعد انتهاء الفترة المحددة في التأشيرة التي قدموا بموجبها إلى المملكة، لأن عدم مغادرتهم إلى أوطانهم يعني مخالفة الأنظمة والتعليمات المعمول بها. وأكدت الجوازات بأن الأنظمة والتعليمات لا تسمح لمن قدم بتأشيرة زيارة أو عمرة أو حج تحويلها إلى إقامة، كما أوضحت بأن تقديم المساعدة والعون لمتأخري العمرة سواء بالإيواء أو التشغيل أو النقل من مدينة لأخرى مخالفة صريحة، ويعرض الشخص الذي يقوم بذلك إلى العقوبة والتي تشمل السجن والغرامة بعشرة آلاف ريال وتتكرر المخالفة والعقوبة بعدد الأشخاص الذين قاموا بمساعدتهم على المخالفة، كما تكرر العقوبة عند ضبط المخالف إذا كرر ذلك وترحيل المقيم الذي يسهل بقاء المتأخرين مع الغرامة المقررة.فيما كانت تأكيدات مُدير عام الجوازات اللواء سالم البليهد على أن المواطن والمقيم النظامي يعّول عليهما في المساهمة مع رجال الجوازات والإبلاغ عبر الرقم المجاني أو الاتصال على جوازات المنطقة التي وقعت فيها المخالفة وسيتم التعامل مع الإبلاغ بكل شكر وتقدير وجدية في التجاوب. وعلى الرغم من هذه القرارات والتي تُشير لعقوبة واضحة وغرامة قاسية ضد من يأوي مُتخلفا أو يقوم بتشغيله والتستر عليه إلا أن هناك من يُخالف هذه القرارات ولا يعمل بها، أو يمتثل لها حتى أنه قد كُشف عن بعض العمالة يقومون بتسكين عدد من المتخلفين خصوصاً متخلفي العمرة معهم في السكن ويتقاضون منهم رسوماً مُقابل أن سكنوهُم وكأنهم سماسرة للعقار. الحملات مستمرة مدير جوازات محافظة الطائف، العقيد خلف الله الطويرقي، أكد استمرارية مثل هذه الحملات التفتيشية لتعقب المتخلفين وكافة الفئات المخالفة من الوافدين وقال في تصريح ل(الجزيرة): قطعنا شوطاً كبيراً وحققنا نجاحاً ملموساً وتقلصت أعداد الوافدين المخالفين والتي كانت تُرهبهم في السابق تقلصت بشكل كبير جداً حيث اختفوا ولم يعد لهم تواجد سوى أعداد بسيطة جداً تم الوصول لهم من خلال الحملات بكل سهولة. وذكر العقيد الطويرقي أن معظم المضبوطين هم من متخلفي العمرة والذين يظلون في البلاد ولا يغادرون ويستغلون ذلك في التنقل بين المدن.. إلى ذلك أشاد بتعاون المواطن في الإبلاغ عن مواقع تجمعات الفئة المخالفة، الأمر الذي يدل على وعيه وحسه الوطني ويعلم خطورة المتخلفين على الأمن والاقتصاد، مهيباً بتكثيف التعاون وعدم مساعدة هذه الفئة على العمل والتنقل حتى لا يدخل نفسه في حرج مع الجهات المسؤولة ويتحمل غرامات قاسية هو الأولى بها؛ فيما أشاد بمتابعة مدير عام الجوازات اللواء سالم البليهد ودعمه لهذه الحملات التي تتعقب الفئة المخالفة من العمالة الوافدة، كما أعرب عن شكره وتقديره لمدير جوازات منطقة مكة المكرمة العميد محمد الأسمري وتوجيهاته الواضحة حيال تنفيذ خطط الجوازات في الحملات والتي تهدف بلا شك في تخليص البلاد من العمالة المخالفة، فيما شكر كافة رجال الجوازات الذين شاركوا في الحملات مؤكداً مواصلة هذه العمليات وتخليص المحافظة من هذه الفئة، مناشداً كافة الوافدين بحمل الإقامة معه أينما ذهب فربما يتعرض للتفتيش فلا بد من إبرازها، وكذا السعوديون على وجه الخصوص مطالباً إياهم بحمل هوياتهم أثناء التفتيش ووقت خروجهم، فمن الممكن أن يتحايل الوافد بأنه سعودي ومن الصعب تركه لذلك يتوجب على الكل حمل الهويات دائماً حتى لا يقعوا في حرج مع رجال الجوازات أو حتى رجال الأمن بالجهات الأمنية الأخرى.
|
|
|
| |
|