الحياة لا تخلو من المشاكل سواء كانت هذه المشاكل يتزعمها أفراد أو دول تريد بأعمالها زعزعة الأمن وإثارة الفتن وبث الرعب بين الناس والمحاولة للنيل من أمن واستقرار المجتمع وهذه بالطبع عناصر شاذة عن المجتمع، وقد عصفت بنا في المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين، بلد الأمن والأمان، حوادث من فئة شاذة ضالة ومنحرفة عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وخارجة عن أوامر ولي الأمر.. هذه الحوادث لم نكن نتعود عليها في مجتمعنا السعودي المسلم المترابط المتماسك، وأصبحنا نعرف الإرهاب وما يسببه من مضار ودمار وتخريب في الأرواح والممتلكات.. والمستغرب في الأمر أن هذا الإرهاب الذي حصل لنا قد حصل من أبنائنا الذين تربوا بيننا وعاشوا معنا على تراب هذا البلد الحبيب الذي احتضنهم منذ نعومة أظفارهم ووفر لهم كل رعاية واهتمام ليكونوا شباباً صالحاً مفيداً لنفسه وخادماً لدينه ووطنه ومجتمعه، لا أن يكونوا عنصراً هداماً وفاسداً وبدلاً من أن يكون رد الجميل لبلدهم بالأفضل كان للأسف ما لا يتوقع من هؤلاء الشباب المسلم الذي كان الأمل فيهم بعد الله كبيراً لخدمة أمتهم ووطنهم، فقد غُرر بهم واتبعوا كلام الشياطين والحاقدين الذين يريدون الخراب والدمار لبلدنا والفرقة والانقسام بيننا وطبقوا بأعمالهم الدنيئة هذه قول الشاعر:
إن هؤلاء الفئة المنحرفة إذا كانوا بتصرفاتهم المخزية يعتقدون أننا سوف نكون راضين عن أعمالهم أو أننا سوف نقف معهم ونساندهم فهم بذلك يوهمون أنفسهم، فنحن بقلب واحد ولسان واحد نقول: لا ثم لا وألف لا لهؤلاء الضالين ومن هم على شاكلتهم ولكل من تسوّل له نفسه المحاولة المساس بأمن وراحة بلدنا الغالي، وإننا لن نتهاون في الدفاع عن بلدنا وعن حدوده وترابه الطاهر طال الزمن أم قصر، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا وورثناه من آبائنا وأجدادنا منذ عهد المؤسس العظيم جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.
إننا نريد أن نوضح لتلك الفئة الضالة أن جميع ما حصل من حوادث إرهابية لنا لن يثنينا عن التفاني والإخلاص وبذل الغالي والرخيص لحماية بلدنا الغالي وإن هذا يزيدنا إصراراً وتضحية وقوة وتلاحماً والتفافاً حول مليكنا وقيادتنا الرشيدة.
ولقد لفت انتباهي التصريحات الذي كررها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أطال الله في عمره- خلال الأيام الماضية بأننا لن نتهاون مع كل من يريد المساس بأمن بلادنا الغالية، ووجه -حفظه الله- رسالة لهؤلاء الفئة الضالة بأن عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويتوبوا إلى الله توبة صادقة ويتبعوا طريق الحق والصواب ويبتعدوا عن كلام المغرضين والحاسدين الذين يريدون الشر لهذا البلد وأهله.
ووضح -حفظه الله- أن الفرصة لا تزال لديهم بتسليم أنفسهم للجهات المختصة والعيش بأمان وسلام مع أهلهم وإخوانهم وخدمة وطنهم ومجتمعهم. وهذا يدل على حسن نوايا وكرم الملك المفدى وحبه للخير لأبنائه المواطنين. وحتى ينعموا بالسعادة والرفاهية والراحة وإيجاد الأمن والسلام لهم.
وفي هذا الشأن أيضاً تابعنا تصريح سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية -رعاه الله- بعد حفل جائزة سموه الذي أكد أننا مستهدفون في هذا البلد لأننا مترابطون ومتماسكون، متبعون لكلام الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد تم الإعلان خلال الأيام الماضية عن القبض على مجموعات من الخلايا الإرهابية التي كانت تخطط وتنوي القيام بعده أعمال إرهابية من تفجير وخطف وزعزعة للأمن وغير ذلك من الأعمال، والذي بفضل من الله عز وجل ثم بيقظة وشجاعة وإخلاص وتفاني وتكاتف رجالنا البواسل في القوات المسلحة والأمن العام والحرس الوطني والمواطنين المخلصين من أبناء هذا البلد الغالي تم -والحمد لله- القبض على هؤلاء الأشرار وإفشال نواياهم.
إننا في هذا البلد الغالي على نفوسنا جميعاً لن نتهاون أبداً في بذل الغالي والرخيص من أجل الذود والدفاع ودرء المخاطر عن بلدنا حماه الله.
وفي الختام نسأل الله الكريم بأسمائه العلا وصفاته الحسنى أن يحفظ لنا ملك القلوب - ملك الإنسانية - حبيب الشعب، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسلطان الخير -سلطان الكرم - سلطان المحبة، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وأن يعينهما ويطيل عمرهما ويوفقهما لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
وأن يحفظ ديننا الذي هو عصمة أمرنا ورجاله القائمين عليه وعلماءنا وأبناءنا ويجمع كلمتهم على الحق، وأن يحمي الله عزّ وجلّ بلدنا من كل شر وأذى وأن يرد كيد كل معتد وباغ في نحره، وأن يكفي المسلمين شره وأذاه وأن يسلط عليه جنوداً من عنده ويفضح أمره ويخيب أمله ورجاءه ويرينا فيه عجائب قدرته.
وفي الختام نقول لكل من تسول له نفسه: (الوطن غالٍ علينا) (نموت ويحيا الوطن).
nafal-subeaei@hotmail.com |