| |
رحمك الله يا جدي رنا بنت سليمان الحبيشي/ الزلفي
|
|
حفيدتك البارّة الحمد لله الصبور الشكور العلي القدير أحمده حمد الشاكرين الذاكرين الراضين بالقضاء والقدر {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. أما بعدُ.. فإن حرارة الحرف قد أبت إلا أن تشعل فتيل العبارات الكامنة في أعماق فؤادي، ولكن ماذا عساي أن أكتب؟ ومن أين أبدأ؟ وأين أنتهي؟ وكيف لي أن أصف ما بي من حزن وألم وعيناي تفيضان بالدموع عندما أفكر مجرد تفكير فقط في أن أصف ذلك الحزن المتربع في جوانح قلبي؟ ففي يوم السبت الحادي عشر من شهر ذي القعدة عام 1427هـ فارق الحياة جدي الغالي محمد الشايع.. فارق الحياة ذاك الإنسان التقي العفيف المتواضع الزاهد، ولا أستطيع أن أكمل، فلو أكملت خصاله لانتحرت حروف اللغة من عمق ما أكتب، وتفتق الورق من هول ما أنثر؛ فحجم فجيعتي بوفاة جدي لا يمكن حبر الدنيا أن يخطه، ولا عبارات البلاغة، ولا نثر الأدب، أن يجسد حجم تلك الفاجعة؛ فإنها وربي فاجعة ومصيبة.. اللهم لا رادّ لقضائك.. اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خيراً منها، واغفر لجدي مغفرة تغشاه من فوقه ومن أسفل منه.. اللهم اجعل ما أصابه تطهيراً له ورفعة لدرجاته.. اللهم اجمعنا به في عليين على سرر متقابلين.. اللهم آمين. هنا أتوقف؛ فمشاعري التهبت وعيناي فاضتا بالدموع، ولا أستطيع أن أكمل.. وفي الختام لا أملك سوى أن أقول: الملتقى الجنة إن شاء الله يا جدي.. طبت حياً وميتاً.
|
|
|
| |
|