| |
في ندوة جليري حوار مالفا وبهرام يرويان معاناتهما ويؤكدان أن عالمية الفنان تبدأ من وطنه
|
|
* متابعة - محمد المنيف: مساء الأربعاء الماضي أقامت جليري حوار ندوة تشكيلية بمناسبة المعرض الثنائي للفنانين عمر حمدي وبهرام حاجو قام بإدارة الندوة الأستاذ الدكتور أحمد عبد الكريم عضو هيئة التدريس بقسم التربية الفنية جامعة الملك سعود وقام على تقديم الندوة والترحيب بالمشاركين فيها الأستاذ محمد السعوي مشرف الجاليري، مستوى الحضور كالعادة متواضعا يتشكل غالبيته من الفنانين المقيمين من الدول العربية الشقيقة ويفتقر إلى وجود الفنانين السعوديين المستهدفين بمثل هذه المعارض والندوات لتحقيق الغرض والخروج بفائدة كبرى من تجارب وخبرات الفنانين التي تسعى إليها الجاليري من خلال انتقائها أسماء وأعمال تستحق الحضور، وعلى الرغم مما قام به الأستاذ السعوي المشرف على الجاليري من اتصالات بأكثر من ثلاثين فنانا إلا أن تدني الحضور لهذه الندوة وللندوات والمحاضرات المماثلة لا زال يشكل قضية على مختلف المناشط وفي مقدمتها الندوات الأدبية شعرا كان أو قصة، مع أن ما قدم أو عرف مسبقا عن أهمية هذه الندوة وهذا المعرض في جاليري حوار تختلف عن أي ندوة أو معرض سابق لم تكن عناوين محاور الندوة فيه جديدة أو مستوى الأعمال المعروضة في المعرض تستحق العناء. ندوة متكاملة الأضلاع نعود للندوة في جليري حوار التي تمتعت بتكامل أضلاعها الأربعة المتمثلة في قيمة المحاور التي تناولها المشاركون، ومستوى خبرات الفنانين عمر حمدي وبهرام حاجو، وإدارة الندوة المتميزة للدكتور أحمد عبد الكريم، إضافة إلى الموقع وأسلوب الإعداد والاستقبال اللائق بالندوة وضيوفها، بدأت الندوة بتعريف من الدكتور أحمد عبد الكريم عن سيرة الفنانين وتاريخهم الحافل تلاها طرح عناوين الندوة بشكل مختصر وسهل الفهم للفنانين وللجمهور منها، خصوصية الفنان، مصادر المهم الفنان، فلسفته الفنية، التقنيات المستخدمة في العمل، مع ما تناوله المشاركين أيضاً من جوانب أخرى حول موقف الفنانين عمر حمدي وبهرام من الفنون الحديثة الميديا والبريرفورمنس وعن احتراف الفن هل هو ضرورة أم وسيلة أم غاية؟ دروس في مفهوم الفن بعد ذلك تحدث الفنانان عن معاناتهما مع الفن وقصة رحيلهما عن وطنهما وما تعرضا له من مصاعب في الحياة واتبعا تلك المواقف التي أثبتا فيها قدرتهما على تحقيق الذات والوصول إلى أفضل النتائج إبداعا وشهره ليجيبا عن النقاط السابقة التي طرحها مدير الندوة الدكتور أحمد عبد الكريم التي اقتنص أهم ملامحها ومنها ما قاله الفنان عمر حمدي: إن الرسم لا يعني ما نمارسه في اللوحة أو المنحوتة فقط فهو حالات توتر يعيشها الفنان في كل ظروفه، فالنوم رسم والراحة رسم والقلق رسم ويقول عمر حمدي إنه يبدأ عبر ثلاث مراحل التوتر والقلق ثم التحريض والتنفيذ مع ما يتبعها من سبل المساعدات الحسية كالموسيقى.. ويستمر الفنان حمدي في حديثه إلى أن يشير إلى تعريف قال عنه الدكتور أحمد انه تعريف مهم حينما وصف الرسم بأنه الأثر الذي يتركه على الشيء بالشيء، ويؤكد الفنان عمر حمدي أنه امتداد لكل الانطباعيين والتأثيريين ويحترم كل جديد في عالم الفن فهو مع الانفتاح على الفنون المختلفة لكنه متمسك بقيمه الأصلية ومختزلاته البصرية، ويؤكد أيضاً أهمية الطبيعة فهي التي تقدم الرؤيا للفنان ويتوقف عند تساؤلاته الدائمة التي تحرضه على البحث عن إجاباتها من خلال إبداعه أنا مين، وماذا أريد، وما الذي أقوم به وما الهدف الذي أسعى لتحقيقه في العمل؟ وجاء في حديثه الممتع في الندوة عن تجربته الأولى حينما وصل إلى ألمانيا وبدا بنسخ اللوحات. ثورة الضوء تحدث الفنان عمر حمدي عن مشهد الواقع البيئي في المملكة و(الجزيرة) العربية أو في الشام المنطقة التي ولد فيها وبين ما شاهده من واقع الدول الغربية المكتسية بالخضرة والأنهار قائلا: إنه يرى ثورة الضوء هنا في بيئته العربية بشكل مباشر ويرى في كل عنصر منها عالما من الجمال والتفاصيل ليصل بالحضور إلى أهمية علاقة الفنان بالمنظر والتعامل معه حسيا ونفسيا ويطالب الفنان بأن يتحول إلى الشيء الذي يرسمه. التخلص من الرقيب من الجوانب المهمة التي تطرق لها الفنان عمر حمدي في تجربته الإبداعية أن يتخلص الفنان خلال إبداعه من كل أشكال الرقابة المتعلقة بفلسفات الفن أو وجهات نظر النقاد أو الوصاية على كيفية أداء العمل والتعامل معه، فالذاكرة في حالة الإبداع تتخلص من قوانين الرياضيات والمنطق وبقاء رقابة الإحساس ورقابة المشاعر. فالفنان الصادق مع فنه وتراثه ومجتمعه لا يحتاج إلى رقيب. الفن العربي ويمر الفنان عمر حمدي من خلال إجابته عن سؤال من أحد الحضور حول الخصوصية العربية في أعماله، مشيرا إلى أن من ليس له جذور ليس له وطن ونحن لنا تاريخ ولدينا في الواقع الكثير من مصادر الإلهام في التراث المرئي والمقروء، وهذا هو زادنا الإبداعي في الغربة لهذا استطعنا أن نحيل التراث إلى حس إنساني بأدوات غربية تتلاءم مع مفهومهم فالفن رسالة ثقافية تحتاج إلى لغة للتعريف بها ولغتنا اللون والفرشاة، ولهذا فنحن نرسم روح الأشياء التي نقلناها معنا وليس الأشياء بذاتها فنحن أولا وأخيرا محصلة وطن وعلينا أن نوصل هذا الوطن للآخرين، فالفن حالة من حالات الصدق وبوابة للوصول إلى العالم. العالمية كيف تكون وفي إجابة مختصرة في الطرح كبيرة في المعنى قال الفنان عمر حمدي عن الوصول إلى العالمية ومعنى العالمية هي الصدق مع النفس أولا والبدء من الوطن، فالفنان يكون عالميا من خلال وطنه أهم من أن يكون عالميا خارجه. الحوار مع العمل الفني من جانبه تحدث الفنان بهرام حاجو عن تجربته قائلا إنه تأثر بالمدارس الألمانية لكنه احتفظ بإحساسه بمختزله الشرقي، مضيفا أنه يتفاعل مع الجانب الإنساني مهما اختلف المحيط أو البيئة، لهذا رسم الكثير من اللوحات التي تعبر عن الواقع الاجتماعي الألماني وتنوعت أعماله من معرض إلى آخرون موقع إلى آخر مؤمنا بأن الحرية هي غذاء الإنسان وعن تجربته مع التقنية والأسلوب الذي ينفذ به لوحاته قال إنه يبدأ في العمل بسكب الألوان على اللوحة وتوزيعها بشكل سريع وعشوائي أعود بعده للحوار معه وتحديد أجزائه التي تشكل عناصره وصولا إلى مرحلة القناعة بانتهائه. انطباع عن الفن السعودي في ختام الندوة التي امتدت إلى ثلاث ساعات سعد الحضور بالاستماع إلى ما جاء فيها، سألنا الفنان عمر حمدي والفنان بهرام عن انطباعهم حول الفن السعودي وبوجود مثل هذا المستوى من صالات العرض، خصوصا أنهم يوجدون في جاليري يحمل المواصفات العالمية ويقع في مركز من أهم المراكز التجارية على مستوى المملكة والشرق الأوسط شكلا ومضمون، أجاب الفنان عمر حمدي أنه سبق له الوجود قبل أربع سنوات في جدة، وقبل ذلك شاهد معرضا جماعيا للفن التشكيلي السعودي في فيينا مع ما يطلع عليه من أخبار أو كتالوجات وبهذا، يمكن القول إن هناك أعمالا ولو قليلة لأسماء محدودة تشير إلى أن القادم سيكون أكثر تميزا مع حاجة الفنانين للرؤيا والمتابعة لإكمال نضج أعمالهم. إشادة بجريدة (الجزيرة) أشاد الفنان عمر حمدي وزميله بهرام حاجوا بما تقدمه جريدة (الجزيرة) من خدمة للفن التشكيلي السعودي وعلق الفنان عمر حمدي محدثا عدد من التشكيليين بحضور الدكتور أحمد عبد الكريم قائلا هذا مكسب للفن التشكيلي السعودي (مشيرا إلى المحرر التشكيلي بجريدة (الجزيرة) والواقع أن مثل هذه الشهادة من فنان عالمي نشر عنه سبع مجلدات وتقتنى أعماله مختلف المتاحف وقاعات العرض العالمية تعتبر وسام نعتز به مع ما منحنا من أوسمة الإشادة من داخل الوطن.
|
|
|
| |
|